هذا الكتاب ـ كما أشرنا إليه ـ يبحث حول مهمّات المسائل الكلامية، من المبدأ إلى المعاد، لكنّه يركِّز على نقل الأقوال والآراء، وليس بصدد المناقشة فيها والنقد عليها، إلاّ في قليل من الموارد، ومن هنا يمكن عدّه من كتب الملل والنحل أيضاً، فذكر مواضيع الخلاف بين الحكماء والمتكلّمين، وموارد الخلاف بين المعتزلة وأهل السنّة والشيعة، وبين علماء تلك المذاهب أنفسهم.
ثمّ إنّه لم يذكر عقائد الشيعة الإمامية في مبحثي الصفات والعدل، وإنّما تعرّض لها في مسألة الإمامة، والإيمان، والعصمة، ولعلّ ذلك لاتّفاقهم مع المعتزلة في كثير منهذه المسائل، وقد صرّح بهذا في مبحث الإمامة وقال: «وهم في أكثر أُصول مذهبهميوافقون المعتزلة»، ومع ذلك فكان الأولى التصريح بهم وعقائدهم حتى في الاتّفاقيات.
فنذكر في هذه المقدمة موارد الخلاف بين الحكماء والمتكلّمين أوّلاً، ومواضيع الخلاف بين المذاهب الكلامية ثانياً ـ كلّ ذلك حسب ما ذكره المصنّف ـ ثمّ نختم البحث بذكر متفردات تلك المذاهب، فهنا ثلاثة فصول:
الفصل الأوّل: موارد الخلاف بين الحكماء والمتكلّمين