والمعجز هو فعل خارق للعادة يعجز عن أمثاله البشر.والتحدّي هو أن يقول لأُمّته: إن لم تقبلوا قولي فافعلوا مثل هذا الفعل.والفعل الذي يظهر على أحد من غير تحدّ يسمّى بالكرامة، ويختصّ بالأولياء [1] عند من يعترف به.
(1) اختلف المتكلّمون في إظهار المعجزة على غير الأنبياء من الأولياء والصالحين، فالأكثرون على الجواز، وجمهور المعتزلة وأبو إسحاق من الأشاعرة على المنع، قال الرازي: «الكرامات جائزة عندنا خلافاً للمعتزلة والأُستاذ أبي إسحاق منّا، لنا التمسّك بقصة مريم وآصف، ثمّ تتميّز الكرامات عن المعجز بتحدّي النبوة».[1]
وقال الشيخ سديد الدين الحمصي: ذهب أبوعلي وأبوهاشم وأصحابهما إلى أنّ ظهور المعجز على غير النبي، كائناً من كان غير جائز، وكذا لم يجوّزوا ظهوره على من سيبعث على سبيل الإرهاص لنبوته، ولم يجوّزوا أيضاً ظهور الخوارق للعادة على الكذّاب، وإن لم يطابق دعواه بل كان على العكس.
وحكى الشيخ أبو الحسين البصري عن ابن الاخشاد [الاخشيد]
تجويز ظهور المعجز على الصالح، غير أنّه قال: السمع منع عنه.
وذكر أبو الحسين في الرسالة التي أملاها في هذه المسألة جواز ظهور المعجز على الصالحين، وبيَّن أنّ السمع لم يمنع منه، وهذا هو مذهب الصوفية والأشعرية وأصحاب الظاهر، غير أنّهم لايسمّون ما يظهر عليهم معجزاً، بل يسمّونه كرامة.
والصحيح الذي نحن نذهب إليه هو جواز ظهور المعجزات على غير الأنبياء من الأئمّة والصلحاء الذي لهم منزلة وجاه عند اللّه تعالى.
ثمّ إنّه ـ ره ـ فصل الكلام في إقامة الدليل على جوازه ونقد أدلّة المخالفين فراجع.[2] وللسيد المرتضى ـ ره ـ