الأفعال تنقسم إلى حسن وقبيح، وللحُسن والقبح معان مختلفة:
منها أن يوصف الفعل الملائم أو الشيء الملائم بالحسن وغير الملائم بالقبح.
ومنها أن يوصف الفعل أو الشيء الكامل بالحسن والناقص بالقبح.
وليس المراد هيهنا هذين المعنيين، بل المراد بالحسن [1] في الأفعال ما لايستحقّ فاعله ذمّاً أو عقاباً، وبالقبح ما يستحقّهما بسببه.
[1] قالوا: إنّ الفعل الحادث إمّا أن لا يوصف بأمر زائد على حدوثه، وإمّا أن يوصف به، والأوّل مثل حركة السّاهي والنائم، وهذا لا يوصف بحسن ولا قبح، والثاني إمّا أن لايتعلّق بفعله ذمّ وهو الحسن، وإمّا أن يتعلّق بفعله ذمّ وهو القبيح.
والحسن إمّا أن لا يكون له وصف زائد على حسنه وهو المباح، ويرسم بأنّه لا مدح فيه على الفعل والترك، وإمّا أن يكون له وصف زائد على حسنه وهو الواجب والمندوب والمكروه.
فالواجب ما يستحقّ المدح بفعله والذم بتركه، والمندوب ما يستحقّ المدح بفعله ولايستحقّ الذم بتركه، والمكروه ما يستحق المدح بتركه ولايستحقّ الذم بفعله. وعلى هذا،