إنّ الصفات ليست هي ذاته ولاغير ذاته، فانّ الغيرين هما ذاتان ليست إحداهما هي الأُخرى، والصّفات وإن كانت زائدة على الذات فلا تكون مغايرة لها بهذا المعنى.
وفقهاء ماوراء النهر [1] يقولون: التكوين والخالقيّة صفة غير القدرة، فانّ القدرة متساوية بالنسبة إلى جميع الممكنات، والتكوين والخالقيّة مختص بالمخلوقات.
[رؤيته تعالى بين النفي والإثبات]
وعند أهل السنّة أنّ اللّه تعالى يصحّ أن يُرى مع امتناع كونه في جهة من الجهات، واحتجّوا لها بالقياس على الموجودات المرئيّة، وبنصوص القرآن والحديث.
والمشبّهة قالوا: إنّ اللّه تعالى جسم في جهة الفوق، ويمكن أن يُرى كما تُرى الأجسام. وبعضهم قالوا: إنّ اللّه تعالى جسم لا كالأجسام، وقالوا: إنّه تعالى خلق آدم على صورته.
والمعتزلة قالوا: إنّه تعالى ليس في جهة، ولذلك لايمكن أن يرى.
[1] هم الحنفيّة والماتريديّة أتباع الشيخ أبي منصور الماتريدي ونسبوه إلى قدمائهم الذين كانوا قبل الشيخ أبي الحسن الأشعري، فأثبتوا التكوين صفة زائدة على السبع المشهورة أخذاً من قوله تعالى: (كُنْ فَيَكُون) فقد جعل: (كُنْ) متقدّماً على كون الحادثات أعني: وجودها والمراد به التكوين والإيجاد والتخليق.
وردّ بأنّ هذه الصفات راجعة إلى القدرة المؤثّرة، أي القدرة المقرونة بالإرادة فلاوجه لجعلها صفات مستقلة. [1]