إذا حصل الداعي للقادر فهل يجب وجوب الفعل أم لا؟فيه خلاف بين المتكلّمين. والمحققون منهم يقولون بوجوبه ويقولون: إنّ هذا الوجوب لايقتضي إيجاب فاعله، إذ كان فعله تبعاً لداعيه، وليس للاختيار معنى غير ذلك.
وبعض القدماء أنكروه مخافة التزام الإيجاب.
وقال بعضهم: عند الداعي يصير وجود الفعل أولى من لاوجوده.
وقال الآخرون:للقادر أن يختار أحد طرفي الفعل والترك من غير رجحان لذلكالطرف، ويتمثّلون بالهارب الواصل إلى طريقين متساويين يضطرّ إلى المشي في أحدهما.
2ـ التكلّم(=كلامه تعالى)
الكلام عند أهل السنّة معنى في ذات المتكلّم به، يخبر بإيجاد الحروف والأصوات التي يتألّف منها الكلام عمّا يريد الإخبار عنه، ومن لايكون له ذلك المعنى ويسمع منه الحروف و الأصوات المؤلّفة تأليف الكلام لايكون متكلّماً، كالببغاء.
والمعتزلة يقولون: كل من يوجد حروفاً وأصواتاً منظّمة دالّة على معنى يريد الإخبار بها منها فهو متكلّم، ولايعتبرون المعنى الذي في نفس المتكلّم.