responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قواعد العقائد نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 147

وصاحب الكبيرة عند الخوارج كافر، لأنّهم جعلوا العمل الصالح جزءاً من الإيمان، وعند غيرهم فاسق، والمؤمن عند المعتزلة والوعيديّة لايكون فاسقاً. وجعلوا للفاسق الذي لايكون كافراً منزلةً بين منزلتي الإيمان والكفر،


دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّها وحسابهم على اللّه».[1]

أضف إلى ذلك أنّ الإيمان بمعنى الإذعان القلبي يحتاج في إثباته وترتّب آثاره في الظاهر إلى مظهر وهو الإقرار باللسان في الغالب.


[4] الإيمـان هو فعل الطاعات وترك المحرّمات، فمن ترك واجباً أو ارتكب محرّماً لايستحق اسم الإيمان، وهذا هو مذهب المعتزلة والخوارج، والفرق بينهما أنّ الخوارج قالوا: من ترك واجباً أو ارتكب محرّماً صار مشركاً، والمعتزلة لم يقولوا بهذا، بل قالوا: هو فاسق، والفسق منزلة بين المنزلتين، وممّا استدلّوا به قوله تعالى: (وَما كانَ اللّهُ لِيُضيعَ إِيمانَكُمْ)(البقرة/143) . إذ المراد من الإيمان في الآية هو صلاتهم إلى بيت المقدس قبل تحويل القبلة منها إلى الكعبة المشرَّفة.

وردّ بأنّ الاستعمال أعمّ من الحقيقة، ولاشكّ أنّ العمل أثر الإيمان، وإطلاق اسم الأثر على السبب شائع.والقرينة عليه ما تقدّم من الآيات الدالة على أنّ محلّ الإيمان هو القلب، وأنّ العمل متفرّع عليه.


[5] الإيمان مركّب من التصديق القلبي والإقرار اللساني، وهذا مختار المصنّف في تجريد العقائد والعلاّمة الحلّي في نهج المسترشدين، ونسبه التفتازاني إلى كثير من المحقّقين وحكاه عن أبي حنيفة واستدلّ عليه بقوله تعالى: (وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوّاً)(النمل/14) .حيث جمع في الآية بين الجحود ـ الكفر ـواليقين، ولو كان الإيمان إذعاناً قلبياً ـاليقين ـ ما صح ذلك.

وردّ بأنّ مفاد الآية أنّهم كانوا مع علمهم بالحق وإيقانهم به جاحدين له ظلماً وعلوّاً، وهذا نظير قوله تعالى: (فَلَمّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ)(البقرة/89) .

فمفاد هذه الآيات أنّ المعرفة بالحق وحدها ليست هي الإيمان المطلوب في الشريعة، بل يحتاج إلى إذعان بالقلب، ومن المعلوم أنّ الجحود باللسان ونحوه كاشف عن عدم تحقّق ذلك الإذعان، فلا دلالة للآية على نفي كون الإيمان هو الإذعان القلبي.


[6] الإيمان مركّب من ثلاثـة أُمور، هي: التصديـق بالقلب والإقرار باللسان،


[1] إرشاد الطالبين: ص438.
نام کتاب : قواعد العقائد نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست