[2] الإيمان من مقولة العلم والمعرفة: فسّر بعضهم الإيمان بالمعرفة باللّه وبرسوله وبما جاء به من المعارف والأحكام الإلهيّة، وقد نسب إلى جهم بن صفوان (م128هـ) وأبي الحسن الأشعري [1]، ونسبه شارح المواقف إلى بعض الفقهاء [2]
، ويظهر من صاحب مجمع البيان ارتضاؤه به حيث قال: «أصل الإيمان هو المعرفة باللّه وبرسوله وبجميع ما جاءت به
واستدلوا عليه ببعض الأحاديث نحو قولهـ عليه السّلام ـ
: «أوّل الدين معرفته».
وردّ بأنّ المقصود من الحديث هو أنّ الإيمان وهو الإقرار والإذعان متوقّف على معرفة مّا، إمّا إجمالاً وإمّا تفصيلاً، هذا، مع أنّ هناك طائفة من الآيات جمعت فيها بين المعرفة والكفر والضلالة، فكيف تكون المعرفة إيماناً؟ قال سبحانه: (الَّذينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ)(البقرة/146) ، وقال: (وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً)(النمل/14). وقال: (إِنَّ الّذينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى)(محمد/25).
[3] الإيمان إقرار باللسان فقط: ونسب هذا القول إلى الكرّاميّة، أصحاب أبي عبد اللّه محمّد بن كرّام السجستاني (م255هـ) ، واستدلّوا بقوله صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم: «أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلاّ اللّه، محمّد رسول اللّه».[4]
وأُجيب عنه بأنّ الحديث ناظر إلى الإسلام ـ أي ما يترتب على الإيمان في الظاهر وقد عبّر عنه بالإسلام، يؤيّد ذلك قوله صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم ـ في ذيل الحديث ـ: فإذا قالوا ذلك حقنوا منّي
[1] شرح المقاصد: 5/176ــ 177. إرشاد الطالبين: ص439. [2] شرح المواقف: 8/323. [3] مجمع البيان: 1/89. [4] صحيح مسلم: 1/53.