هما إمّابدنيّان، كاللذّات الجسميّة والآلام الحسّية.وإمّا نفسانيّان، كالتعظيم والإجلال، وكالخزي والهوان.وتفصيلهما لايعلم إلاّ بالسمع، واللذّة [1] إدراك الملائم من حيث هو ملائم. والألم إدراك مناف من حيث هو مناف.فإن كان إدراكهما بالحواس فهما حسّيان.وشرط الإحساس بهما أن لايكونا مستمرّين، فإنّ الانفعال المستمر ممّا يبطل الإحساس.وإن كان إدراكهما بالعقل فهما عقليّان.والعقليّ أثبت، لكونه أبعد عن الانفعال المؤدّي إلى الزوال، وأوفر لاستغنائه عن توسّط الآلة، وأكمل لكون الموانع فيه أقلّ.
المسألة الخامسة: فيما به يحصل استحقاق الثواب والعقاب
قالوا: الإسلام أعمّ في الحكم من الإيمان وهما في الحقيقة واحد [2] ، وأمّا
[1] إنّما قيّد بالحيثية، لأنّ الشيء قد يلائم من وجه دون وجه آخر، فالالتذاذ يختصّ بالجهة التي هو من تلك الجهة ملائم، والتألّم يختصّ بالجهة التي هو من تلك الجهة منافي.
[2] الإسلام أصله السَّلم، معناه دخل في السَّلم، وأصل السّلم السَّلامة، لأنّها انقياد على السَّلامة، ويصلح أن يكون أصله التسليم، لأنّه تسليم لأمر اللّه.[1]
والإسلام والتسليم والاستسلام بمعنى واحد، من السلم، وأحد الشيئين إذا كان بالنسبة إلى الآخر بحال لا يعصيه ولا يدفعه فقد أسلم وسلَّم واستسلم له، قال تعالى: (بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ)(البقرة/112) .[2]