قال : ونؤمن بعذاب القبر ، وبالحوض ، وأنّ الميزان حقّ والصراط حقّ ، والبعث بعد الموت حقّ ، وأنّ الله عزّ وجلّ يُوقِفُ العبادَ في الموقف يحاسب المؤمنين[1] .
4 ـ البغدادي :
قال : أنكرت الجهميّة والضرارية سؤال القبر ، وزعم بعض القدرية أنّ سؤال الملكين في القبر إنّما يكون بين النفختين في الصور وحينئذ يكون عذاب قوم في القبر .
وقالت السالمية بالبصرة : إنّ الكفّار لا يُحاسَبون في الآخرة .
وزعم قوم يقال لهم الوزنية : أنْ لا حساب ولا ميزان .
وأقرّت الكرّامية بكل ذلك كما أقرّ به أصحابنا ، غير أنّهم زعموا أنّ منكراً ونكيراً هما الملكان اللّذان وكّلا بِكلّ إنسان في حياته ، وعلى هذا القول يكون منكر ونكير كل إنسان غير منكر ونكير صاحبه .
وقال أصحابنا : إنّهما ملكان غير الحافظين على كل إنسان[2] .
5 ـ أبو اليسر محمد البزدوي( 421 ـ 493 هـ) (وهو من الماتريدية) :
قال : سؤال منكر ونكير في القبر حقّ عند «أهل السنّة والجماعة» ، وهما ملكان يسألان من ماتَ بعد ما حُيِّي : مَنْ ربّك وما دينُك ومن نبيّك ، فيقدر المؤمن على الجواب ولا يقدر الكافر .
وفيه أحاديث كثيرة عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في هذا الباب أنّ الملكين يجيئان في القبر إلى
[1] الإبانة ، الأصل : ص26 . [2] أُصول الدين : 245 .