responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح العقليين نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 91

قاسم البلخي انّ القبيح إنّما يقبح لوقوعه بصفته وعينه، وإلى هذا ذهب بعض المجبرة. [1]


3.لزوم اللطف على اللّه

اللطف عبارة عمّا يكون المكلّف معه أقرب إلى فعل الطاعة وأبعد عن فعل المعصية، وقد قسّموا اللطف إلى المقرِّب نحو الطاعة وإلى المحصِّل لها، فلو كان موجباً لقرب المكلّف إلى فعل الطاعة والبعد عن فعل المعصية فهو لطف مقرب، ولو ترتبت عليه الطاعة فهو لطف محصل.

وليعلم أنّه ليس هنا لطفان مختلفان بل كلاهما في الحقيقة أمر واحد، بيد انّ ترتّب الطاعة عليه يكون محصِّلاً، وعلى ضوء ذلك فوصف الفعل بأنّه مقرب من الطاعة، أو وصفه بالمحصل لها، أمر انتزاعي ينتزع منه بعد حصول الغاية أو قربها.

وحاصل اللطف عبارة عن فسح المجال أمام المكلّف بغية حصول الطاعة والابتعاد عن المعصية، وهو أمر غير إعطاء القابلية للمكلّف، فانّ القدرة شرط عقلي ولولاها لقبح التكليف، والمراد انّه سبحانه يتلطف على العبد ـ وراء إعطائه القابلية والقدرة ـ بفعل أُمور يُرغَّب معها إلى الطاعة وترك المعصية، فلو توقف تحصيل الغرض وراء إعطاء القدرة على فعل المرغِّبات إلى الطاعة وترك المعصية، كان على المكلِّف القيام به لئلاّ ينتفي الغرض، وإلى هذا الدليل يشير المحقّق الطوسي، ويقول: واللطف واجب لتحصيل الغرض به.

ويقول العلاّمة الحلّي في شرحه: إنّ المكلِّف إذا علم أنّ المكلَّف لا يطيع إلاّ باللطف، فلو كلّفه مِنْ دونه كان ناقضاً لغرضه، كمن دعا غيره إلى طعام وهو يعلم


[1]شرح الاَُصول الخمسة: 309 ـ 310.
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح العقليين نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست