نعلّق عليه: انّ المستدل تصور انّ العقل دواء كلّ داء، وانّه له القابلية على
تحديد الواجبات والمحرمات بشرائطها وخصوصياتها، فعند ذلك يكفي حكم
العقل بالحسن والقبح، ولكنّه غفل عن أنّ العقل حجّة فيما يستقل به من الواجبات
والمحرمات، وهذا كوجوب شكر المنعم ولزوم النظر في معجزة المدعي.
وأمّا ما وراء ذلك الذي أوصد في وجه العقل بابها فالمرجع هو الشرع،
والآية ناظرة إلى الاَحكام والموضوعات التي بيد الشارع حكمها وبيانها، وأمّا
ماوراء ذلك فالعقل هو المحكم.
الدليل التاسع:
انّ للآمدي ـ الذي هو من وجوه الاَشاعرة ـ بحثاً ضافياً حول الحسن والقبح
العقليين أو الشرعيين يدور على محاور ثلاثة:
المحور الاَوّل: تفسير الحسن والقبح بمعانيه الثلاثة.
المحور الثاني:إقامة الاَدلة على مذهبه من أنّهما شرعيين.