responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح العقليين نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 179

الثاني: أن يكون المبدأ لصدور هذه الاَفعال هي الاَحاسيس الاِنسانية التي جُبِّل عليها الاِنسان.

وباختصار انّالفعل الاَخلاقي ما يكون الغاية فيه هو انتفاع الغير، أو يكون المبدأ لصدوره الاِحساسات الاِنسانية نحو الغير، والفرق بين التعبيرين، هو انّ الغير تارة يلاحظ باعتباره علة غائية وأُخرى باعتباره علة فاعلية.

نقد وتحليل

وربما يوَخذ على ذلك المذهب بأنّه ليس كل عمل صادر عن العواطف الاِنسانية عملاً أخلاقياً، ولذلك لا يعد فعل الاَُم بالنسبة إلى رضيعها فعلاً أخلاقياً، أو فعل الوالد بالنسبة إلى حفظ ولده إلى غير ذلك، فانّ هذا النوع من العاطفة مشترك بين الاِنسان والحيوان.

وأظن انّ المذهب العاطفي يخص الفعل الاَخلاقي بالصادر عن عاطفة عامة فلا يعم عاطفة الاَُم بالنسبة إلى ولدها،وذلك لاَنّ تلك العاطفة تختص بولدها ولا تعم ولد الغير ، وهكذا الوالد بالنسبة إلى المحافظة على أبنائه.

نعم العواطف العامة التي لا تختص بفرد دون فرد، إذاكانت مبدأ لصدور الفعل أو كان الغير هو الغاية من فعل الفاعل، فهذا النوع من الفعل يوصف بالاَخلاقية.

والذي يمكن أن يوَخذ على ذلك المذهب هو انّه فسر الفعل الاَخلاقي بالفعل الصادر عن العواطف الاِنسانية مع أنّ هناك أفعالاً أخلاقية لا يصحّ لفيلسوف إنكار كونها كذلك، مع أنّها لا صلة لها بالمجتمع، وهي إمّا من فضائل الاَخلاق أو رذائلها، كالصبر والاستقامة في طريق الطاعة، أو في مقابل النوائب،

نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح العقليين نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست