responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح العقليين نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 17

يلاحظ عليه أوّلاً: أنّ قاعدة التحسين والتقبيح طرحت منذ البداية ولم يكن آنذاك أيَّ أثر لاصطلاح الذاتي في باب البرهان، فلا يصحّ لنا تفسير قولهم بالذاتي بالمصطلح الذي لم يكن رائجاً يومذاك، بل كانت القاعدة تدور حول استقلالية العقل في درك حسن الاَفعال أو قبحها، أو حاجته إلى أمر خارج كالشرع.

فالاَشاعرة وأهل الحديث على الثاني، والعدلية على الاَوّل، وعلى ذلك فتفسير الذاتي في مصطلحـهـم بـ «الذاتي في باب البرهـان» بعيد عن مرامهـم ومقاصدهم.

اللّهمّ إلاّ أن يكون الغرض إظهار رأيه وهو أنّ وزان الحسن والقبح إلى العدل والظلم، كوزان لازم الماهية بالنسبة إليها من دون أن ينسبه إلى القائلين بالذاتي في القرون الغابرة.

وثانياً: وجود الفرق الواضح بين لازم الماهية والحسن والقبح بالنسبة إلى موضوعهما، أعني: العدل والظلم.

وحاصل الفرق: أنّ لازم الماهية كالزوجية بالنسبة إلى الاَربعة، أمر واقعي وله أثر خاص وهو الانقسام إلى متساويين، ولا نبغي من الواقعية انّاللازم أمر عيني ملموس، بل المراد منها انّله سهماً من الوجود كسائر اللوازم، والعقل كاشف عنه، وهذا بخلاف الحسن والقبح إذ ليس وراء موضوعهما واقعية وإنّما يستقل العقل بأحدهما عند مقايستهما إلى البعد الملكوتي منه، (الفطرة والوجدان أو سمّ ما شئت) فيجد أحدهما ملائماً له والآخر بخلافه فيحكم بالحسن عند الملائمة وبالقبح عند المخالفة، فللعقل دور الحكم لا الكاشفية.

وبتعبير آخر : إنّ الماهية ولازمها مفهومان ذهنيان، أو وجودان خارجيان بينهما تلازم ذهني (كتصور الاَربعة الملازم لتصور الزوجية) أو خارجي(كما إذا تحقّقت الاَربعة فيتحقّق معها الزوجية) والعقل يستكشف تلك الملازمة بعد

نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح العقليين نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست