responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح العقليين نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 150

ثمّ إنّ الاختلاف الجوهري بين المذاهب الاَخلاقية يرجع إلى اختلاف الروَى حيال الاِنسان، فكان من المهم الاِشارة إلى وجهة نظر الاِسلام حول الاِنسان. وقد قامت على عدة أُسس نجملها بما يلي:

1. الاِنسان مركب من جسم و روح

إنّ العالم المادي ينظر إلى الاِنسان من خلال منظار ضيق، وانّه موجود مادي منذ أن تشكلت نطفته في رحم أُمّه حتى خروجه إلى هذاالعالم الفسيح، وتكامله بالتدريج من الصبا إلى البلوغ والكمال ثمّ الشيخوخة والهرم إلى أن توافيه المنيَّة وينطفىَ مصباح حياته، فهذه النظرة إلى الاِنسان نظرة مادية صرفة، فلا يعلم من أين جاء؟ ولماذا جاء؟ وإلى أين ينتهي؟ فتجول تلك الاَسئلة في ذهنه باطراد دون أن يجد لها حلولاً عند المادي.

وفي المقابل، فانّالاِلهي ينظر إلى الاِنسان بما انّه موجود مركب من مادة ومعنى، وجسم وروح، وبدن ونفس إلى غير ذلك من التعابير المكررة التي تشير كلّ منها إلى زاوية من زوايا وجوده.

بل الحقّأن يقال انّالاِنسان واحد متكامل، بدل القول بالتركيب، فواقع الاِنسان هو الروح التي تستخدم البدن لقضاء حاجاتها، حيث ترى بالعين، وتسمع بالاذن، ولكن الرائي والسامع الحقيقي هي الروح التي تستخدم هذه الاَعضاء بغية إدراك الواقع الموضوعي.

و قد أقام فلاسفة الاِسلام براهين دامغة على تجرد النفس وليس في الوسع طرحها في هذا المختصر، وإنّما نشير في هذه العجالة إلى آيتين كريمتين، تشيران إلى تجرد الروح عن المادة.

نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح العقليين نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست