نام کتاب : مع الشيعة الاماميه في عقائدهم نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 98
«الرابع أنّه عامٌّ في كلّ شيء ، فيمحو من الرزق ويزيد فيه ، ومن الأجل ، ويمحو السعادة والشقاوة ويثبتهما .(روى ذلك) عن عمر بن الخطاب ، وابن مسعود ، وأبيوائل ، وقتادة . وأُمّ الكتاب أصل الكتاب الذي أُثبتت فيه الحادثات والكائنات .
وروى أبو قلابَة عن ابن مسعود أنّه كان يقول : اللّهمّ إن كنت كتبتني في الأشقياء فامحني من الأشقياء . . .»[1] .
4 ـ قال الرازي (ت608هـ ) : إنّ في هذه الآية قولين :
القول الأوّل : إنّها عامة في كلّ شيء كما يقتضيه ظاهر اللفظ قالوا : إنّ الله يمحو من الرزق ويزيد فيه ، وكذا القول في الأجل والسعادة والشقاوة والإيمان والكفر وهو مذهب عمر و ابن مسعود ، والقائلون بهذا القول كانوا يدعون ويتضرّعون إلى الله تعالى في أن يجعلهم سعداء لا أشقياء . وهذا التأويل رواه جابر عن رسول اللهـ صلى الله عليه وآله وسلم _ .
والقول الثاني : إنّ هذه الآية خاصّة في بعض الأشقياء دون البعض .
ثمّ قال : فإن قال قائل : ألستم تزعمون أنّ المقادير سابقة قد جفَّ بها القلم وليس الأمر بأنف ، فكيف يستقيم مع هذا المعنى ، المحو والإثبات؟
قلنا : ذلك المحو والإثبات أيضاً مما جفّ به القلم ، فلأنّه لايمحو إلاّ ما سبق في علمه وقضائه محوه[2] .
5 ـ قال القرطبي (ت671هـ ) ـ بعد نقل القولين وأنّ المحو والإثبات هل يعمّـان جميع الأشياء أو يختصّان ببعضـها ـ : مثل هذا لايدرك بالرأي والاجتهاد ، وإنّما يؤخذ توقيفاً ، فإن صحَّ فالقول به يجب أن يوقف عنده ، وإلاّ فتكون الآية عامّة في
[1] الطبرسي ، مجمع البيان 6 : 398 .
[2] تفسير الرازي 10 : 64ـ65 .
نام کتاب : مع الشيعة الاماميه في عقائدهم نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 98