أَنَا الْغُلَامُ الْيَمَنِيُّ الْكِنْدِيّ
قَدْ لَبِسَ الدِّيبَاجَ وَ الْإِفْرَنْدِيّ[1]
أَنَا الشَّرِيفُ الْأَرْيَحِيُّ الْمَهْدِيّ
يَا حَكَمَ بْنَ أَزْهَرَ بْنِ فَهْدِ
لَقَدْ أَصَبْتَ غَارَتِي وَ حَدِّي
وَ كَرَّتِي وَ شِدَّتِي وَ جَدِّي
اثْبُتْ أُقَاتِلْكَ الْغَدَاةَ وَحْدِي.
فَلَمَّا أَنْ أَصَابَ الْحَكَمَ بْنَ أَزْهَرَ حَمَلَ عَلَيْهِ رِفَاعَةُ بْنُ ظَالِمٍ الْحِمْيَرِيُّ وَ هُوَ يَقُولُ
أَنَا ابْنُ عَمِّ الْحَكَمِ بْنِ أَزْهَرَ
الْمَاجِدُ الْقَمْقَامُ حِينَ يُذْكَرْ
فِي الذِّرْوَتَيْنِ مِنْ مُلُوكِ حِمْيَرْ
يَا حُجُرَ الشَّرِّ تَعَالَ فَانْظُرْ
أَنَا الْغُلَامُ الْمَلِكُ الْمُحَبَّرْ
الْوَاضِحُ الْوَجْهِ كَرِيمُ الْعُنْصُرْ
أَقْدِمْ إِذَا شِئْتَ وَ لَا تَأَخَّرْ
وَ اللَّهِ لَا تَرْجِعْ وَ لَا تَعَثَّرْ
فِي قَاعِ صِفِّينَ بِوَادٍ مُعْفَرْ.
ثُمَّ إِنَّ رِفَاعَةَ حَمَلَ عَلَى حُجْرِ الشَّرِّ فَقَتَلَهُ- فَقَالَ عَلِيٌّ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قَتَلَ حُجْراً بِالْحَكَمِ بْنِ أَزْهَرَ.
[رسول علي إلى جيش معاوية]
نَصْرٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ تَمِيمٍ أَنَّ عَلِيّاً قَالَ: «مَنْ يَذْهَبُ بِهَذَا الْمُصْحَفِ إِلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ فَيَدْعُوَهُمْ إِلَى مَا فِيهِ؟» فَأَقْبَلَ فَتًى اسْمُهُ سَعِيدٌ فَقَالَ: أَنَا صَاحِبُهُ ثُمَّ أَعَادَهَا فَسَكَتَ النَّاسُ وَ أَقْبَلَ الْفَتَى[2] فَقَالَ: أَنَا صَاحِبُهُ فَقَالَ عَلِيٌّ: «دُونَكَ» فَقَبَضَهُ بِيَدِهِ ثُمَّ أَتَى مُعَاوِيَةَ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ وَ دَعَاهُمْ إِلَى
[1] في اللسان و القاموس أن «الفرند» ضرب من الثياب، دخيل معرب. و في المعرب 135، 243 أن الفرند الحرير، و أنشد للفرزدق:
لبسن الفرند الخسروانى فوقه
مشاعر من خز العراق المفوف
و لذى الرمة:
كأن الفرند الخسروانى لثنه
بأعطاف أنقاء العقوق العواتك
و أمّا الإفرندى، فلم أجده إلّا المنسوب إلى الإفرند، لغة في فرند السيف.
[2] ح: «و تقدم الفتى».