كَاللَّيْثِ لَيْثِ الْغَابَةِ الْمُهَيَّجِ
إِذَا دَعَاهُ الْقَرْنُ لَمْ يُعَرِّجِ
فَضَرَبَهُ ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ رَوْضَةَ وَ هُوَ يَضْرِبُ فِي أَهْلِ الْعِرَاقِ ضَرْباً مُنْكَراً وَ هُوَ يَقُولُ:
يَا سَاكِنِي الْكُوفَةِ يَا أَهْلَ الْفِتَنْ
يَا قَاتِلِي عُثْمَانَ ذَاكَ الْمُؤْتَمَنْ
وَرَّثَ صَدْرِي قَتْلُهُ طُولَ الْحَزَنْ[1]
أَضْرِبُكُمْ وَ لَا أَرَى أَبَا حَسَنْ.
فَشَدَّ عَلَيْهِ الْأَشْتَرُ وَ هُوَ يَقُولُ
لَا يُبَعِّدُ اللَّهُ سِوَى عُثْمَانَا
وَ أَنْزَلَ اللَّهُ بِكُمْ هَوَاناً
وَ لَا يُسَلِّي عَنْكُمُ الْأَحْزَانَا
مُخَالِفٌ قَدْ خَالَفَ الرَّحْمَانَا
نَصَرْتُمُوهُ عَابِداً شَيْطَاناً
ثُمَّ ضَرَبَهُ فَقَتَلَهُ. وَ قَالَتْ أُخْتُ الْأَجْلَحِ بْنِ مَنْصُورٍ الْكِنْدِيِّ حِينَ أَتَاهَا مُصَابُهُ وَ كَانَ اسْمُهَا حُبْلَةَ بِنْتَ مَنْصُورٍ
أَلَا فَابْكِي أَخاً ثِقَةً
فَقَدْ وَ اللَّهِ أُبْكِينَا[2]
لِقَتْلِ الْمَاجِدِ الْقَمْقَامِ
لَا مِثْلَ لَهُ فِينَا
أَتَانَا الْيَوْمَ مَقْتَلُهُ
فَقَدْ جُزَّتْ نَوَاصِينَا
كَرِيمٌ مَاجِدُ الْجَدَّيْنِ
يَشْفِي مِنْ أَعَادِينَا
وَ مِمَّنْ قَادَ جَيْشَهُمُ
عَلِيٌّ وَ الْمُضِلُّونَا[3]
شَفَانَا اللَّهُ مِنْ أَهْلِ
الْعِرَاقِ فَقَدْ أَبَادُونَا[4]
أَ مَا يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ
وَ لَمْ يَرْعَوا لَهُ دِيناً.
.
[1] ح( 1: 330):« أورث قلبى قتله طول الحزن».
[2] في الأصل:« أبلينا» صوابه في ح( 1: 331).
[3] البيت لم يرو في ح. و في الأصل:« و المصلونا» و هي إنّما تهجو أصحاب على رضي اللّه عنه.
[4] في الأصل:« قد أبادونا»، و أثبت ما في ح.