مَعَ النَّبِيِّ ص وَ الْقِدَمِ[1] فِي الْإِسْلَامِ وَ الْقَرَابَةِ مِنْ مُحَمَّدٍ ص وَ إِلَّا يُنِيبُوا وَ يُقْبِلُوا وَ يَأْبَوْا إِلَّا حَرْبَنَا نَجِدُ حَرْبَهُمْ عَلَيْنَا هَيِّناً وَ رَجَوْنَا أَنْ يَصْرِعَهُمُ اللَّهُ مَصَارِعَ إِخْوَانِهِمْ بِالْأَمْسِ.
ثُمَّ قَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الْقَوْمَ لَوْ كَانُوا اللَّهَ يُرِيدُونَ أَوْ لِلَّهِ يَعْمَلُونَ مَا خَالَفُونَا وَ لَكِنَّ الْقَوْمَ إِنَّمَا يُقَاتِلُونَ فِرَاراً مِنْ الْأُسْوَةِ[2] وَ حُبّاً لِلْأَثَرَةِ وَ ضَنّاً بِسُلْطَانِهِمْ وَ كُرْهاً لِفِرَاقِ دُنْيَاهُمُ الَّتِي فِي أَيْدِيهِمْ وَ عَلَى إِحَنٍ فِي أَنْفُسِهِمْ وَ عَدَاوَةً يَجِدُونَهَا فِي صُدُورِهِمْ لِوَقَائِعَ أَوْقَعْتَهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِهِمْ قَدِيمَةً قَتَلْتَ فِيهَا آبَاءَهُمْ وَ إِخْوَانَهُمْ[3].
ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى النَّاسِ فَقَالَ فَكَيْفَ يُبَايِعُ مُعَاوِيَةُ عَلِيّاً وَ قَدْ قَتَلَ أَخَاهُ حَنْظَلَةَ وَ خَالَهُ الْوَلِيدَ وَ جَدَّهُ عُتْبَةَ فِي مَوْقِفٍ وَاحِدٍ وَ اللَّهِ مَا أَظُنُّ أَنْ يَفْعَلُوا[4] وَ لَنْ يَسْتَقِيمُوا لَكُمْ دُونَ أَنْ تَقْصِدَ فِيهِمْ الْمُرَّانَ[5] وَ تَقْطَعَ عَلَى هَامِهِمُ السُّيُوفَ وَ تَنْثُرَ حَوَاجِبَهُمْ بِعُمُدِ الْحَدِيدِ وَ تَكُونَ أُمُورٌ جَمَّةٌ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ.
[نهي علي ع اصحابه من لعن أهل الشام]
نَصْرٌ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ[6]
[1] القدم، بفتحتين: السبق و التقدّم في الإسلام.
[2] الأسوة، هاهنا: التسوية بين المسلمين في قسمة المال. انظر ح( 3: 4).
[3] ح:« و أعوانهم».
[4] ح:« ما أظنهم يفعلون».
[5] تقصد: تكسر. و المران: الرماح الصلة اللينة. و المران أيضا: نبات الرماح. ح:
« دون أن تقصف فيهم قنا المران».
[6] ح:« حصين» و انظر ما سبق في ص 3.