فَقَالَ لَهُ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ اثْبُتْ أَبَا زَبِيبٍ وَ لَا تَشُكَّ فِي الْأَحْزَابِ عَدُوِّ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ[1].
قَالَ فَقَالَ أَبُو زَبِيبٍ مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي شَاهِدَيْنِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَيَشْهَدَا لِي عَلَى مَا سَأَلْتَ عَنْهُ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ الَّذِي أَهَمَّنِي مَكَانُكُمَا قَالَ وَ خَرَجَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَ هُوَ يَقُولُ-
سِيرُوا إِلَى الْأَحْزَابِ أَعْدَاءِ النَّبِيِ
سِيرُوا فَخَيْرُ النَّاسِ أَتْبَاعُ عَلِيٍ
هَذَا أَوَانٌ طَابَ سَلُّ الْمَشْرَفِيِ
وَ قَوْدُنَا الْخَيْلَ وَ هَزُّ السَّمْهَرِيِ
.
عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِي رَوْقٍ قَالَ: دَخَلَ يَزِيدُ بْنُ قَيْسٍ الْأَرْحَبِيُّ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَحْنُ عَلَى جِهَازٍ وَ عُدَّةٍ[2] وَ أَكْثَرُ النَّاسِ أَهْلُ قُوَّةٍ[3] وَ مَنْ لَيْسَ بِمُضْعَّفٍ وَ لَيْسَ بِهِ عِلَّةٌ فَمُرْ مُنَادِيَكَ فَلْيُنَادِ النَّاسَ يَخْرُجُوا إِلَى مُعَسْكَرِهِمْ بِالنُّخَيْلَةِ فَإِنَّ أَخَا الْحَرْبِ لَيْسَ بِالسَّئُومِ وَ لَا النَّئُومِ وَ لَا مَنْ إِذَا أَمْكَنَهُ الْفُرَصُ أَجَّلَهَا وَ اسْتَشَارَ فِيهَا وَ لَا مَنْ يُؤَخِّرُ الْحَرْبَ فِي الْيَوْمِ إِلَى غَدٍ وَ بَعْدَ غَدٍ.
فَقَالَ زِيَادُ بْنُ النَّضْرِ لَقَدْ نَصَحَ لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَزِيدُ بْنُ قَيْسٍ وَ قَالَ مَا يَعْرِفُ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَ ثِقْ بِهِ وَ اشْخَصْ بِنَا إِلَى هَذَا الْعَدُوِّ رَاشِداً مُعَاناً فَإِنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِمْ خَيْراً لَا يَدَعُوكَ رَغْبَةً عَنْكَ إِلَى مَنْ لَيْسَ مِثْلَكَ فِي السَّابِقَةِ
[1] عدو، يقال للمفرد و المثنى و الجمع و المذكر و المؤنث بلفظ واحد، و يقال أيضا عدوة و عدوان و أعداء.
[2] الجهاز: ما يحتاج إليه المسافر و الغازى. ح:« أولو جهاز و عدة».
[3] أي أصحاب قوة. و في الأصل:« القوّة» و أنبت ما في ح( 1: 281).