(على ارؤس الاقران خمس سحائب) اى انامله الخمس التى هى فى الجود و عموم العطايا سحائب اى تصبّها على اكفّائه فى الحرب فيهلكهم بها.
و لما استعار السحائب لا نامل الممدوح ذكر ان هناك صاعقة و بين انها من نصل سيفه ثم قال على ارؤس الاقران ثم قال خمس فذكر العدد الذى هو عدد الانامل فظهر من جميع ذلك انه اراد بالسحائب الانامل (و هى) اى الاستعارة (باعتبار الطرفين) المستعار منه و المستعار له (قسمان لان اجتماعهما) اى اجتماع الطرفين (فى شىء اما ممكن نحو احييناه) فى قوله تعالى (أَ وَ مَنْ كََانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنََاهُ، اى ضالا فهديناه) استعار الاحياء من معناه الحقيقى و هو جعل الشىء حيا للهداية التى هى الدلالة على طريق يوصل الى المطلوب.
و الاحياء و الهداية مما يمكن اجتماعهما فى شىء واحد.
و هذا اولى من قول المصنف ان الحياة و الهداية مما يمكن اجتماعهما فى شىء واحد لان المستعار منه هو الاحياء لا الحياة.
و انما قال نحو احييناه لان الطرفين فى استعارة الميّت للضال مما لا يمكن اجتماعهما فى شىء اذ الميت لا يوصف بالضلال (و لتسمّ) الاستعارة التى يمكن اجتماع طرفيها فى شىء (وفاقية) لما بين الطرفين من الاتفاق (و اما ممتنع) عطف على اما ممكن (كاستعارة اسم المعدوم للموجود لعدم غنائه) هو بالفتح النفع اى لانتفاءه النفع فى ذلك الموجود كما فى المعدوم.
و لا شك ان اجتماع الوجود و العدم فى شىء ممتنع و كذلك استعارة اسم الموجود لمن عدم او فقد لكن بقيت آثاره الجميلة التى تحى ذكره و تديم فى الناس اسمه (و لتسمّ) الاستعارة التى لا يمكن اجتماع طرفيها فى شىء (عناديّة) لتعاند الطرفين و امتناع اجتماعهما.
(و منها) اى من العنادية الاستعارة (التهكميّة و التمليحيّة و هما ما استعمل فى ضده) اى الاستعارة التى استعملت فى ضد معناها الحقيقى (او نقيضه لما مر) اى لتنزيل التضاد او التناقص منزلة التناسب بواسطة تمليح او تهكّم على ما سبق تحقيقه