فيها الرحمة (او) تسمية الشىء باسم (آلته نحو و اجعل لى لسان صدق فى الآخرين، اى ذكرا حسنا) و اللسان اسم لآلة الذكر و لما كان فى الاخيرين نوع خفاء صرح به فى الكتاب.
فان قيل قد ذكر فى مقدمة هذا الفن ان مبنى المجاز على الانتقال من الملزوم الى اللازم و بعض انواع العلاقة بل اكثرها لا يفيد اللزوم فكيف ذلك.
قلنا ليس معنى اللزوم ههنا امتناع الانفكاك فى الذهن او الخارج بل تلاصق و اتصال ينتقل بسببه من احدهما الى الآخر فى الجملة و فى بعض الاحيان.
و هذا متحقق فى كل امرين بينهما علاقة و ارتباط
الاستعارة
(و الاستعارة) و هى مجاز تكون علاقته المشابهة اى قصد ان الاطلاق بسبب المشابهة فاذا اطلق المشفر على شفة الانسان فان قصد تشبيهها بمشفر الابل فى الغلظ فهو استعارة و ان اريد انه من اطلاق المقيد على المطلق كاطلاق المرسن على الانف من غير قصد الى التشبيه فمجاز مرسل فاللفظ الواحد بالنسبة الى المعنى الواحد قد يكون استعارة و قد يكون مجازا مرسلا و الاستعارة (قد تقيد بالتحقيقية) ليتميز عن التخييلية و المكنى عنها (لتحقق معناها) اى ما عنى بها و استعملت هى فيه (حسا او عقلا) بان يكون اللفظ قد نقل الى امر معلوم يمكن ان ينص عليه و يشار اليه اشارة حسية او عقلية فالحسى (كقوله لدى اسد شاكى السلاح) اى تام السلاح (مقذّف اى رجل شجاع) اى قذّف به كثيرا الى الوقائع.
و قيل قذفّ باللحم و رمى به فصار له جسامة و نبالة فالاسد ههنا مستعار للرجل الشجاع و هو امر متحقق حسا (و قوله) اى و العقلى كقوله تعالى ( «اِهْدِنَا اَلصِّرََاطَ اَلْمُسْتَقِيمَ» اى الدين الحق) و هو ملة الاسلام و هذا امر متحقق عقلا.
قال المصنف رحمه اللّه فالاستعارة ما تضمن تشبيه معناه بما وضع له.
و المراد بمعناه ما عنى باللفظ و استعمل اللفظ فيه.
فعلى هذا يخرج من تفسير الاستعارة نحو زيد اسد و رأيت زيدا اسدا و مررت بزيد اسد مما يكون اللفظ مستعملا فيما وضع له و ان تضمن تشبيه شىء به و ذلك لانه