وبرقع [١] لفظة واحدة ، وكذا كل ما يتلفظ به مرة واحدة ، مع أن كل
واحد من الأوّلين كلمتان ، بخلاف الثانيين.
إن قيل : هلا
استغنى بقوله «وضع» عن قوله «مفرد» لأن الواضع لم يضع إلا المفردات ، أما المركبات
فهي إلى المستعمل ، بعد وضع المفردات ، لا إلى الواضع.
فالجواب أنا لا
نسلّم أن المركب ليس بموضوع [٢] ، وبيانه أن الواضع إما أن يضع ألفاظا معّينة سماعيّة ،
وتلك هي التي تحتاج في معرفتها إلى علم اللغة.
وإما أن يضع
قانونا كليّا يعرف به الألفاظ فهي قياسيّة ، وذلك القانون إمّا أن يعرف به
المفردات القياسية ، وذلك كما بيّن أن كل اسم فاعل من الثلاثي المجرد ، على وزن
فاعل ، ومن باب أفعل ، على وزن مفعل ، وكذا حال اسم المفعول ، والأمر ، والآلة ،
والمصغّر ، والجمع ، ونحو ذلك ؛ وتحتاج في معرفتها إلى علم التصريف.
وإمّا أن يعرف
به المركبات القياسية ، وذلك كما بيّن مثلا ، أن المضاف مقدم على المضاف إليه ،
والفعل على الفاعل ، وغير ذلك من كيفية تركيب أجزاء الكلام ، وتحتاج في معرفة
بعضها إلى التصريف كالمنسوب ، والفعل المضارع ، وفي معرفة بعضها إلى غيره من علم
النحو كما ذكرنا.
إن قيل : انّ
في قولك : مسلمان ، ومسلمون ، وبصريّ وجميع الأفعال المضارعة ، جزء لفظ كل واحد
منها يدل على جزء معناه إذ الواو تدل على الجمعية ، والألف على التثنية ، والياء
على النسبة ، وحروف المضارعة ، على معنى في المضارع وعلى حال الفاعل أيضا.
وكذا تاء
التأنيث في «قائمة» ، والتنوين ، ولام التعريف ، وألفا التأنيث ، فيجب أن يكون لفظ
كل واحد منها مركبا ، وكذا المعنى فلا يكون كلمة ، بل كلمتين [٣].