نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 18
تقتل أبناها وتنفى سراتها * وتبنى بأيديها لها الذل حمير تدمر دنياها بطيش حلومها * وما ضيعت من دينها فهو أكبر [1] كذاك القرون قبل ذاك بظلمها * وإسرافها تأتى الشرور فتخسر وكان لخنيعة امرأ فاسقا يعمل عمل قوم لوط ، فكان يرسل إلى الغلام من أبناء الملوك فيقع عليه في مشربة له قد صنعها لذلك ، لئلا يملك بعد ذلك . ثم يطلع من مشربته تلك إلى حرسه ومن حضر من جنده ، قد أخذ مسواكا فجعله في فيه ، أي ليعلمهم أنه قد فرغ منه ، حتى بعث إلى زرعة ذي نواس ابن تبان أسعد أخي حسان ، وكان صبيا صغيرا حين قتل حسان ، ثم شب غلاما جميلا وسيما ، ذا هيئة وعقل ، فلما أتاه رسوله عرف ما يريد [2] به ، فأخذ سكينا حديدا لطيفا ، فخبأه بين قدمه ونعله ، ثم أتاه ، فلما خلا معه وثب إليه ، فواثبه ذو نواس ، فوجأه حتى قتله ، ثم حز رأسه ، فوضعه في الكوة التي كان يشرف منها ، ووضع مسواكه في فيه ، ثم خرج على الناس ، فقالوا له : ذا نواس ، أرطب أم يباس ؟ فقال : سل نخماس ، استرطبان ذو نواس ، استرطبان لا باس - قال ابن هشام : هذا كلام حمير ، ونخماس : الرأس [3] - فنظروا إلى الكوة فإذا رأس لخنيعة مقطوع ، فخرجوا في إثر ذي نواس حتى أدركوه ، فقالوا : ما ينبغي أن يملكنا غيرك ، إذا أرحتنا من هذا الخبيث . ملك ذي نواس فملكوه ، واجتمعت عليه حمير وقبائل اليمن ، فكان آخر ملوك حمير ، وهو صاحب الأخدود ، وتسمى يوسف ، فأقام في ملكه زمانا . وبنجران بقايا من أهل دين عيسى بن مريم عليه السلام على الإنجيل ، أهل .
[1] في ب " أكثر " [2] في ب " يريد منه " [3] هكذا ، وفى الأغاني 20 / 9 بولاق " ستعلم الأحراس ، است ذي نواس ، است رطبان أم يباس "
نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 18