responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة المحمّدية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 113

والخزرج ـ، أي الجبهة الداخلية.

وقد تمكّن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من التغلّب على تلك المشكلات والقضايا بأساليب حكيمة وسياسية محنّكة. فبالنسبة إلى التناقضات بين فئات المجتمع، فقد عالجها بالموَاخاة بين المهاجرين والاَنصار، حينما جمعهم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال لهم: «تآخوا في اللّه أخوين أخوين». فأصبح هذا التآخي والوحدة بين الاَطراف المتنازعة، طريقاً لحلّ المشكلات الاَُخرى. كما اختار عليّاً (عليه السلام) أخاً لنفسه وقال: «يا عليّ أنت أخي في الدُّنيا والآخرة».

أمّا مشكلة يهود يثرب، فإنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أدرك أنّه ما لم تصلح الاَوضاع الداخلية في المدينة، ومالم يضم اليهود إلى جانبه، أي أن يقيم وحدة سياسية متوسعة، فإنّ شجرة الاِسلام لن تتمكن من النمو، بالاِضافة إلى أنّه لن يتمكن من معالجة القضية الاَُخرى وهي خطر قريش. ومن هنا رأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يتقدّم بالتفاهم معهم بعقد معاهدة تعايش سلمي ودفاع مشترك بين الاَنصار والمهاجرين، يوقّع عليها اليهود أيضاً.

وتعتبر هذه المعاهدة من أهمّ الاَعمال،ومسنداً تاريخياً قوي الدلالة، تكشف عن مدى التزام الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بمبادىَ الحرية و العدالة، كما تكشف عن حنكته السياسية حيث استفاد من هذه الوسيلة من أجل إيجاد جبهة متحدة قوية في وجه الحملات الخارجية، فهي في الواقع واحدة من أكبر الانتصارات السياسية التي أحرزتها الحكومة الاِسلامية الناشئة في ذلك الوقت، بل هي أعظم معاهدة تاريخية على الاِطلاق. وهي نموذج كامل لرعاية الاِسلام وحرصه على مبدأ حرية الفكر والاعتقاد، وضرورة التعاون، وتوضيح

نام کتاب : السيرة المحمّدية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست