responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 357

القتل، ففرغت من عهدي، و اغتسلت و توضّأت و لبست كفني و تحفّظت ثمّ نهضت فدخلت عليه السرادق، و هو قاعد على فراش قد نظم بالدرّ الأبيض و الياقوت الأحمر و الزمرّد الأخضر، و ابن أبي ذؤيب و ابن سمعان قاعدان بين يديه. ثمّ التفت إليّ و قال: أمّا بعد- معشر الفقهاء- فقد بلغ أمير المؤمنين عنكم ما أخشى صدره، و ضاق به ذرعه، و كنتم أحقّ الناس بالكفّ عن ألسنتكم، و الأخذ بما يشبهكم، و أولى الناس بلزوم الطاعة و المناصحة في السرّ و العلانية لمن استخلفه اللّٰه عليكم.

قال مالك، فقلت: يا أمير المؤمنين، قال اللّٰه تعالى يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جٰاءَكُمْ فٰاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا.

فقال أبو جعفر: ذلك أيّ الرجال أنا عندكم؟ أمن أئمّة العدل أم من أئمّة الجور؟

فقال مالك: يا أمير المؤمنين، أنّا نتوسّل إليك باللّه تعالى و أتشفّع إليك بمحمّد و بقرابتك منه إلّا ما أعفيتني عن الكلام في هذا.

فقال: قد أعفاك أمير المؤمنين.

ثمّ التفت إلى ابن سمعان فقال له: أيّها القاضي، ناشدتك اللّٰه تعالى، أيّ الرجال أنا عندك؟

فقال ابن سمعان: أنت و اللّٰه خير الرجال يا أمير المؤمنين، تحجّ بيت اللّٰه الحرام، و تجاهد العدو، و تؤمن السبل و يأمن الضعيف بك أن يأكله القوي و بك قوام الدين، فأنت خير الرجال و أعدل الأئمّة.

ثمّ التفت إلى ابن أبي ذؤيب فقال له: ناشدتك اللّٰه، أيّ الرجال أنا عندك؟

فقال: أنت و اللّٰه عندي شرّ الرجال، استأثرت بما للّٰه و رسوله، و سهم ذوي القربى و اليتامى و المساكين، و أهلكت الضعيف، و أتعبت القوي، و أمسكت أموالهم فما حجّتك غدا بين يدي اللّٰه؟

فقال له المنصور: ويحك ما تقول؟ أ تعقل؟ انظر ما أمامك؟

قال: نعم، قد رأيت أسيافا، و إنّما هو الموت و لا بدّ منه، عاجلة خير من آجله.

ثمّ خرجا و جلست، قال المنصور: إنّي لأجد رائحة الحنوط عليك؟

قلت: أجل لما نمى إليك عني ما نمى جاءني رسولك في الليل ظننت القتل،

نام کتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 357
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست