نام کتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 342
و على ضوء هذا التفسير نفهم بأنّ اللّٰه تعالى أرسل النبيّ (ص) بوحدة العقيدة لا للاختلاف فيها كما يريده الحكّام، و أنّ الآيات القرآنيّة تؤكّد على الاعتصام بحبل اللّٰه و نبذ التفرّق سواء في الفقه أو في العقيدة، و تشير بوضوح إلى أنّ صراطه مستقيم لا التباس فيه و لا التواء، لقوله تعالى وَ أَنَّ هٰذٰا صِرٰاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ، وَ لٰا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ، ذٰلِكُمْ وَصّٰاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[1].
خلط و استدراج
اتّضح ممّا سبق انّ العبّاسيين كانوا يسعون لتغيير بعض المفاهيم و تأصيل مفاهيم أخرى مكانها، كما فعل الأمويّون قبلهم، و أنّ ادّعاءهم شرف النسبة إلى رسول اللّٰه و أنّهم هم آل محمّد إنّما كان من ضمن تلك الخطّة السياسيّة.
جاء في التاريخ أنّ أبا العبّاس السفّاح لمّا ولي الخلافة في 12 ربيع الأوّل سنة 132 خطب في الكوفة و وصف بني العبّاس بأنّهم حملة الإسلام و كهفه و حصنه و القوّام به و الذابّون عنه الناصرون له.
ثمّ أشار إلى قرابة العبّاسيين من رسول اللّٰه، و تهجّم على العلويين، و ادّعى أنّ اللّٰه خصّ بني العبّاس برحم رسول اللّٰه و قرابته، ثمّ تلا عدّة آيات قرآنيّة تشيد بذوي القربى من الرسول.
ثمّ استخدم بعض التّهم القديمة التي طرحتها الحكومة الأمويّة من قبل، فقال: «و زعمت السبئيّة الضلال أنّ غيرنا أحقّ بالرئاسة و السياسة و الخلافة منّا، شاهت وجوههم»! ثمّ علّل أبو العبّاس سبب أحقّيّتهم بالخلافة بقوله:
«بنا هدى اللّٰه الناس بعد ضلالتهم، و بصّرتهم بعد جهالتهم، و أنقذهم بعد هلكتهم، و أظهر بنا الحقّ، و دحض بنا الباطل، و أصلح بنا منهم ما كان فاسدا، و رفع بنا الخسيسة، و تمّم بنا النقيصة، و جمع الفرقة، حتّى عاد الناس بعد العداوة