نام کتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 324
قال الشيخ أبو زهرة في كتابه «تاريخ المذاهب الإسلاميّة» عن الإمام زيد:
(.. قد مات أبوه عام 94 ه، أي و هو في الرابعة عشرة من عمره، فتلقى الرواية عن أخيه محمّد الباقر، الذي يكبره بسنّ يسمح بأن يكون له أبا، إذ أنّ الإمام جعفر بن محمّد الباقر كان في سنّ الإمام زيد رضي اللّٰه عنهم أجمعين.
و ما كان من المعقول أن يجمع الإمام زيد و هو في سنّ الرابعة عشرة كلّ علم أهل البيت، فلا بدّ أن يكمل أشطره من أخيه، الذي تلقى علم أبيه كاملا. و قد كان الباقر إماما في الفضل و العلم، أخذ عنه كثيرون من العلماء، و رووا عنه، و من هؤلاء أبو حنيفة شيخ فقهاء العراق. و قد نال الباقر فضل الإمامة العلميّة حتّى انّه كان يحاسب العلماء على أقوالهم و ما فيها من خطأ و صواب ..) [1].
و الآن نتساءل:
كيف جاء هذا النقل عن الإمام زيد إذن؟ و هل حقّا انّه حدّث أصحابه عن أبيه عن جدّه بذلك؟ أم انّ الأخبار تظافرت عنه دون معرفة ملابسات الحكم الشرعيّ؟! و انّا بطرحنا العاملين الثاني و الثالث- من أسباب اختلاف الطالبيين- سنوضّح إن شاء اللّٰه جواب هذا السؤال و غيره.
فهو محاولة الحكّام إشاعة حالة الفرقة و الخلاف بين الطالبيين، لتضعيفهم ثمّ احتوائهم فكريّا و سياسيّا.
فقد مرّ عليك خبر ابن الحسن بن صالح بن حيّ مع يحيى بن عبد اللّٰه بن الحسن في (المسح على الخفّ)، و كيف كان يخالف يحيى في أمره، و يفسد أصحابه عليه، و قول يحيى بن عبد اللّٰه: (فأذّن المؤذّن يوما، و تشاغلت بطهوري و أقيمت الصلاة، فلم ينتظرني، و صلّى بأصحابي. فخرجت، فلمّا رأيته يصلّي قمت أصلّي ناحية، و لم أصلّ معه لعلمي انّه يمسح على الخفّين).