نام کتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 323
و لما ذا يترك ابن سعد حديثه مع شهادته بكثرة علمه؟! و هل انّ عدم رواية مالك حديثا عنه دليل على ضعفه حقّا؟ فلو كان كذلك فالإمام عليّ بن أبي طالب هو أوّل الضعفاء في منطق المدائنيّ و مالك و من يقول بهذا، إذ ليس لعليّ حديث في الموطّأ، قيل انّه لمّا سئل عن ذلك قال: انّه لم يكن بالمدينة [1]!! و كيف نرى الإمام مالكا يستجيب للمنصور في كتابة الموطّأ، مع علمه بوجود من هو أعلم منه [2]؟! و ما يعني كلام المنصور له: هل أخذت بأحاديث ابن عمر؟
فقال: نعم.
فقال المنصور: خذ بقوله، و إن خالف عليّا و ابن عبّاس [3]! هل هناك منهجان في التحديث عن رسول اللّٰه، يتزعّم أحدهما ابن عمر و هو الحكّام، و الآخر عليّ و ابن عبّاس؟ و ما دلالة مثل هكذا نصوص؟ و هل تراه يضعّف ابن عقيل حقّا؟
فإن كان ضعيفا و كذّابا عند الإمام مالك، فكيف تأخذ المالكيّة إذن بحديثه في مسح جميع الرأس؟!
عود على بدء
نرجع إلى صلب الموضوع للتأكيد على وحدة الطالبيين فكريّا و فقهيّا و سياسيّا، بعد ما عرفت اتجاه علي بن الحسين و ابن عقيل و ابن عبّاس و عليّ بن أبي طالب في الوضوء، و من خلاله يمكننا معرفة وضوء الإمام زيد بن عليّ بن الحسين، و أنّه لم يكن موافقا للربيّع و قد سردنا مواقف غيرهم من بني هاشم كابن عبّاس، أخذا عن آبائهم.
[1] انظر: مقدّمة موطّإ مالك، بقلم الدكتور محمد كامل حسين (جك) و غيرها.
[2] انظر: المصدر السابق و غيره من كتب التراجم عن الإمام مالك.