استبان من هذا كلّه أنّ فقه الإمام زيد لا يبتعد عن فقه عبد اللّٰه بن الحسن و محمّد الباقر و جعفر الصادق، بل كلّهم سليل بيت النبوّة، و أبناء عليّ و الزهراء، و أنّ الارتباط و الائتلاف الدينيّ ملحوظ بينهم، و قد وقفت على بعض النصوص الدالة على ذلك.
فلو كان مذهب زيد غير مذهب الباقر و الصادق، لما ترحّموا عليه، و لما كان يذكر بتلك الجلالة في كتب الرجال عند الشيعة، و لما قالوا عنه بأنّه يعرف ناسخ القرآن من منسوخه، و أنّه سيّد أهله، و ..
و كذا الحال بالنسبة إلى بني الحسن، فقد دعا الصادق لهم:
جاء في مقاتل الطالبيّين، عن أبي غسّان، قال: إنّي لواقف بين القبر و المنبر إذ رأيت بني الحسن يخرج بهم من دار مروان مع أبي الأزهر، يراد بهم الربذة، فأرسل إليّ جعفر بن محمّد، فقال: «ما وراءك؟» قلت: رأيت بني الحسن يخرج بهم في محامل! فقال: «أجلس. فجلست ..
فقال: فدعا غلاما له، ثمّ دعا ربّه كثيرا، ثمّ قال لغلامه: «اذهب، فإذا حمّلوا فأت فأخبرني».
قال: فأتاه الرسول، فقال: قد أقبل بهم.
فقام جعفر، فوقف وراء ستر شعر أبيض من ورائه، فطلع بعبد اللّٰه بن الحسن، و إبراهيم بن الحسن، و جميع أهلهم، كلّ واحد منهم معادله مسوّد.
فلمّا نظر إليهم جعفر بن محمّد، هملت عيناه حتّى جرت دموعه على لحيته، ثمّ أقبل عليّ فقال: «يا أبا عبد اللّٰه، و اللّٰه ما وفت الأنصار، و لا أبناء الأنصار لرسول اللّٰه (ص) بما أعطوه من البيعة على العقبة»! .. ثمّ روى الصادق عن جدّه