الحمد للّه الذي منّ علينا ان هدانا للإسلام-
وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ- و
طهّرنا من أدناس الكفر و عبادة الأوثان و الأصنام التي هي أكبر الجرائم و الآثام و
أعظم المعاصي العظام. و أفضل الصلاة و السلام على المبعوث إلى كافّة الأنام الذي
علّمنا معالم الحلال و الحرام، و على آله الأئمة الأبرار الكرام ما كرّ الليالي و
الأيّام و من الآن الى يوم القيام.
و بعد فإنّ أعظم خطر كان يهدّد الإنسانيّة منذ بدء الحياة و نشئ
الإنسان هو خطر الكفر و الإلحاد، و أكبر داء يقضى على سعادة البشر و كيانه هو
الشرك، و الانحراف عن مبدأ حياته، و أخطر فساد يعتري الكون و هذا النوع، الغفلة عن
الخالق، و إنكاره، و اصطناع آلهة دون اللّه يعبدون.
و اىّ خطر أعظم من سقوط الإنسان عن سماء عظمة الإنسانية إلى حضيض
أحطّ من عالم البهائم الّتي لا تعقل شيئا و أيّ خسارة أعظم من ابتعاده عن الخالق
العظيم و التحاقه بالشياطين و دخوله أبواب الشقاء نار جهنّم خالدا فيها؟
و على هذا الأساس قال اللّه تبارك و تعالى
وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً