و أما فرض الكفاية فما
لا بد للناس منه في إقامة دينهم من العلوم الشرعية كحفظ القرآن و الأحاديث و
علومهما و الفقه و الأصول و العربية و معرفة رواة الحديث و أحوالهم و الإجماع و ما
يحتاج إليه في قوام أمر المعاش كالطب و الحساب و تعلم الصنائع الضرورية كالخياطة و
الفلاحة حتى الحجامة و نحوها.
فرع
قال بعض العلماء[2] فرض
الكفاية أفضل من فرض العين لأنه يصان بقيام البعض به جميع المكلفين عن إثمهم
المترتب على تركهم له بخلاف فرض العين فإنما يصان به عن الإثم القائم به فقط.
و أما السنة فكتعلم نفل
العبادات و الآداب الدينية و مكارم الأخلاق و شبه ذلك و هو كثير و منه تعلم الهيأة
للاطلاع على عظمة الله تعالى و ما يترتب عليه من الهندسة و غيرها و بقي علوم أخر
بعضها محرم مطلقا كالسحر و الشعبذة و بعض الفلسفة و كل ما يترتب عليه إثارة الشكوك
و بعضها محرم على وجه دون آخر كأحكام النجوم و الرمل فإنه يحرم تعلمها مع اعتقاد
تأثيرها و تحقيق وقوعها و مباح مع اعتقاد كون الأمر مستندا إلى الله تعالى و أنه
أجرى العادة بكونها سببا في بعض الآثار و على
[1]-« صحيح مسلم» ج 3/ 1459، كتاب الإمارة( 33)؛«
مسند أحمد» ج 2/ 5، 54، 111؛« الفقيه و المتفقه» ج 1/ 47؛« شرح المهذّب» ج 1/ 44؛«
مجمع الزوائد» ج 5/ 207؛« تنبيه الخواطر» ج 1/ 6.
[2]- هو إمام الحرمين كما في« شرح المهذّب» ج 1/
37، 45.
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 381