(و هي التي تتوقف معرفة
العلوم الشرعية عليها) (أما المعرفة بالله تعالى) و ما يتبعه فلا يتوقف أصل تحققه
على شيء من العلوم بل يكفي فيه مجرد النظر و هو أمر عقلي يجب على كل مكلف و هو
أول الواجبات بالذات و إن كان الخوض في مباحثه و تحقيق مطالبه و دفع شبه المبطلين
فيه يتوقف على بعض العلوم العقلية- كالمنطق و غيره. و أما الكتاب العزيز فإنه بِلِسانٍ
عَرَبِيٍّ مُبِينٍ فيتوقف معرفته على علوم العربية من النحو و التصريف و
الاشتقاق و المعاني و البيان و البديع و لغة العرب و أصول الفقه ليعرف به حكم عامه
و خاصه و مطلقه و مقيده و محكمه و متشابهه و غيرها من ضروبه فمعرفة ما يتوقف عليه
من هذه العلوم واجب كوجوبه فإن كان عينيا فهي عينية و إن كان كفائيا فهي كفائية و
سيأتي تفصيله[2] إن شاء
الله تعالى. و أما الحديث النبوي فالكلام فيه كالكلام في الكتاب و علومه علومه و
يزيد الحديث عنه بمعرفة أحوال رواته من حيث الجرح و التعديل ليعرف ما يجب قبوله
منها و ما يجب رده و هو علم خاص بالرجال[3].
و أما الفقه فيتوقف معرفته على جميع ما ذكر من العلوم الفرعية و الأصلية. أما
الكلام فلتوقف معرفة الشرع على شارعه و عدله و حكمته و معرفة مبلغه و حافظه.