[3-] ينبغي لطالب
العلم أن يعتني بتحصيل الكتب المحتاج إليها
في العلوم النافعة ما
أمكنه بكتابة أو شراء و إلا فبإجارة أو عارية لأنها آلة التحصيل و كثيرا ما تدرب
بها الأفاضل في الأزمنة السابقة و حصل لهم بواسطتها ترق زائد على من لم يتمكن منها
و لهم في ذلك أقاصيص يطول الأمر بشرحها[4].
و لا ينبغي للطالب أن يجعل تحصيلها و جمعها و كثرتها حظه من العلم و نصيبه من
الفهم بل يحتاج مع ذلك إلى التعب و الجد و الجلوس بين يدي المشايخ و لقد أحسن
القائل[5]
إذا لم تكن حافظا واعيا
فجمعك للكتب لا ينفع.
الرابعة
[4-] أن لا يشتغل
بنسخها إن أمكنه تحصيلها بشراء و نحوه
لأن الاشتغال بتحصيل
العلم أهم نعم لو تعذر الشراء لعدم الثمن أو لعزة الكاتب فليكتب لنفسه و لا يرضى
بالاستعارة مع إمكان تملكه.
[1]-« كتاب من لا يحضره الفقيه» ج 4/ 284، الحديث
849؛« بحار الأنوار» ج 2/ 14، نقلا عن« أمالي الصدوق»؛« عدّة الداعي»/ 67.
[2]- نقله في« عدّة الداعي»/ 67، عن بعض العلماء.
و نقل ابن أبي جمهور الأحسائي في« عوالي اللآلي» ج 4/ 61، الهامش، وجها آخر في
تفضيل مداد العلماء على دماء الشهداء، عن العلامة الحلّي رحمة اللّه عليه.
[4]- و من ذلك ما نقله القفطي في« تاريخ الحكماء»/
415- 416، عن أبي عليّ ابن سينا:« ... ثمّ عدت إلى العلم الإلهي و قرأت كتاب« ما
بعد الطبيعة» فما كنت أفهم ما فيه و التبس عليّ غرض واضعه حتّى أعدت قراءته أربعين
مرّة و صار لي محفوظا و أنا مع ذلك لا أفهمه و لا المقصود به و أيست من نفسي، و
قلت: هذا كتاب لا سبيل إلى فهمه. فإذا أنا في يوم من الأيّام حضرت وقت العصر في
الورّاقين و بيد دلال مجلّد ينادي عليه، فعرضه عليّ فرددته ردّ متبرّم معتقد أن لا
فائدة في هذا العلم، فقال لي: اشتر منّي هذا؛ فإنّه رخيص أبيعكه بثلاثة دراهم و
صاحبه محتاج إلى ثمنه. فاشتريته فإذا هو كتاب لأبي نصر الفارابي في أغراض ما بعد
الطبيعة، فرجعت إلى بيتي و أسرعت قراءته، فانفتح عليّ في الوقت أغراض ذلك الكتاب
بسبب أنّه قد صار لي على ظهر القلب و فرحت بذلك و تصدّقت ثاني يومه بشيء كثير على
الفقراء شكرا للّه تعالى».
[5]- هو محمّد بن بشير الأزدي كما في« المحدث
الفاصل»/ 388؛ و« جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 82؛ و« محاضرات الأدباء» ج 1/ 49؛
و« روضة العقلاء»/ 38، و قبله:
\sُ أ أشهد بالجهل في مجلس\z و علمي في الكتب مستودع.\z\E
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 342