و على هذا فإنّ كتاب
«المسالك» كان على الأقل من سنة 951 حتّى 964 أي في طول ثلاث عشرة سنة تحت قيد
التأليف. و من الواضح أننا لا نريد بذلك أن الشهيد في طول ثلاثة عشر عاما كان
مشتغلا بكتابة «المسالك» من دون أن يكتب كتابا آخر، بل نقصد بهذا نفي ما قيل: إنّه
كتب الكتاب في مدّة تسعة أشهر. و إذا قيل: إنّ معنى هذه العبارة هو أن مجموع المدة
المتناثرة التي صرفها في تأليفه له كانت تسعة أشهر، و لو كان الكتاب قيد التأليف
في مدة ثلاثة عشر عاما. فالجواب: أنّ هذا تأويل على خلاف ظاهر العبارة، ثمّ لا
دليل عليه.
و خلاصة الكلام: هو أنّ
الذين يدّعون أنّ الشهيد قد ألّف «المسالك» في مدّة تسعة أشهر- على فرض ثبوت الأمر
في الواقع- ما هو دليلهم لإثباته؟ و كيف لهم أن يقولوا بهذا بالقطع و اليقين؟!
«الروض» و «الروضة»
20- جاء في كثير من
المصادر أن أول تأليف للشهيد الثاني هو كتاب «روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان»، و
آخر تأليف له هي «الروضة»- «شرح اللمعة».
و بهذا المعنى تكرّرت في
الكتب هذه الجملة «أوّلها الروض، و آخرها الروضة»، و هي في بعض الكتب نقل نصفها
الأول: «أولها الروض»، و هي عبارة عن الكتب التالية:
1- «معجم رجال الحديث» ج
7/ 373؛ 2- «الدّر المنثور» ج 2/ 184؛ 3- «روضات الجنّات» ج 3/ 373، 378؛ 4-
مقدّمة «شرح اللمعة» ج 1/ 177؛ 5- «مقابس الأنوار»/ 15؛ 6- «أمل الآمل» ج 1/ 86.
و البعض الآخر من
المصادر التي ذكرت الجملة كاملة هي كما يلي:
1- «تكملة أمل الآمل»/
214؛ 2- «أعيان الشيعة» ج 7/ 154، 155؛ 3- «ريحانة الأدب» ج 3/ 280؛ 4- «مستدرك
الوسائل» ج 3/ 427.
و الجملة بشطريها في
جميع هذه المصادر ترجع إلى مصدرين: «الدّر المنثور» و «أمل