فيما حكاه الله عز و
جل عن موسى ع حين خاطب الخضر ع
و فيما حكاه الله عز و
جل عن موسى ع حين خاطب الخضر ع بقوله هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ
مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً[2]. و في قوله سَتَجِدُنِي
إِنْ شاءَ اللَّهُ صابِراً وَ لا أَعْصِي لَكَ أَمْراً[3]. جملة جليلة من الآداب
الواقعة من المتعلم لمعلمه مع جلالة قدر موسى ع و عظم شأنه و كونه من أولي العزم
من الرسل ثم لم يمنعه ذلك من استعمال الآداب اللائقة بالمعلم و إن كان المتعلم
أكمل منه من جهات أخرى. و لو أردنا استقصاء ما اشتمل عليه تخاطبهما من الآداب و
الدقائق لخرجنا عن وضع الرسالة لكنا نشير إلى ما يتعلق بالكلمة الأولى و هي قوله هَلْ
أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً[4]. فقد دلت على
اثنتي عشرة فائدة من فوائد الأدب[5] (الأولى)
جعل نفسه تبعا له المقتضي لانحطاط المنزلة في جانب المتبوع[6]. (الثانية) الاستئذان بهل أي هل تأذن
لي في اتباعك و هو مبالغة عظيمة في التواضع.
[1]-« مكارم الأخلاق»/ 420؛« كتاب من لا يحضره
الفقيه» ج 2/ 377، الحديث 1626؛« بحار الأنوار» ج 2/ 42، الحديث 6، نقلا عن« روضة
الواعظين» و« الخصال» و« أمالي الصدوق».
[6]- هكذا في النسخ المخطوطة و نسخة« ه»،« ط» و«
ن» و هو الصحيح قطعا؛ و حرف الجرّ« في» متعلّق ب« انحطاط المنزلة»، أي انحطاط
منزلة التابع في جانب المتبوع، و الجانب يكون بمعنى الجهة و الناحية، من قولك«
قعدت إلى جانب فلان». و جاء في نسخة« ص»،« ح» و« ع»:« التابع»، بدل« المتبوع»، و
هو خطأ قطعا.
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 235