نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 192
المسجد[1] و مع معاوية
بن الحكم لما تكلم في الصلاة[2]. فإن انزجر
لذكائه بما ذكر من الإشارة فبها و نعمت و إلا نهاه سرا فإن لم ينته نهاه جهرا و
يغلظ القول عليه إن اقتضاه الحال لينزجر هو و غيره و يتأدب به كل سامع فإن لم ينته
فلا بأس حينئذ بطرده و الإعراض عنه إلى أن يرجع سيما إذا خاف على بعض رفقته من
الطلبة موافقته. و كذلك يتعهد ما يعامل به بعض الطلبة بعضا من إفشاء السلام و حسن
التخاطب في الكلام و التحابب و التعاون على البر و التقوى و على ما هم بصدده. و
بالجملة فكما يعلمهم مصالح دينهم لمعاملة الله تعالى يعلمهم مصالح دنياهم لمعاملة
الناس فيكمل لهم فضيلة الحالتين.
[1]-« إحياء علوم الدين» ج 2/ 337؛« سنن أبي داود»
ج 1/ 103، كتاب الطهارة، الحديث 380؛« سنن ابن ماجة» ج 1/ 176، كتاب الطهارة،
الباب 78، الأحاديث 528- 530. و إليك نصّ واحد منها؛ من« سنن ابن ماجة»، الحديث
529:« ... دخل أعرابيّ المسجد و رسول اللّه صلّى اللّه عليه[ و آله] جالس، فقال:
اللّهمّ اغفر لي و لمحمّد و لا تغفر لأحد معنا. فضحك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و
آله و قال: لقد احتظرت واسعا. ثمّ ولّى، حتّى إذا كان في ناحية المسجد فشج يبول؛
فقال الأعرابيّ- بعد أن فقه-: فقام إلىّ بأبي و أميّ، فلم يؤنّب و لم يسبّ، فقال:
إنّ هذا المسجد لا يبال فيه، و إنّما بني لذكر اللّه و للصلاة، ثمّ أمر بسجل من
ماء فأفرغ على بوله».
[2]-« الفقيه و المتفقه» ج 2/ 136- 137؛« سنن
الدارميّ» ج 1/ 353- 354؛« سنن أبي داود» ج 1/ 244- 245، كتاب الصلاة، الحديثان
930- 931، و إليك نصّ واحد منها- من« سنن أبي داود» ج 1/ 245، الحديث 931-:« ...
عن معاوية بن الحكم السلمي، قال: لمّا قدمت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه[ و
آله] و سلّم علمت أمورا من أمور الإسلام، فكان فيما علمت أن قال لي: إذا عطست
فاحمد اللّه، و إذا عطس العاطس فحمد اللّه فقل يرحمك اللّه. قال: فبينما أنا قائم
مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه[ و آله] و سلّم في الصلاة إذا عطس رجل فحمد
اللّه، فقلت: يرحمك اللّه رافعا بها صوتي، فرماني الناس بأبصارهم حتّى احتملني
ذلك، فقلت:
ما لكم تنظرون إليّ بأعين شزر؟
قال: فسبحوا، فلمّا قضى رسول اللّه صلّى اللّه عليه[ و آله] و سلّم الصلاة قال:
من المتكلّم؟ قيل: هذا الأعرابي، فدعاني رسول اللّه صلّى اللّه عليه[ و آله] و
سلّم فقال لي: إنّما الصلاة لقراءة القرآن و ذكر اللّه جلّ و عزّ، فإذا كنت فيها
فليكن ذلك شأنك. فما رأيت معلّما قطّ أرفق من رسول اللّه صلّى اللّه عليه[ و
آله] و سلّم».
[3]- لاحظ« تذكرة السامع»/ 64- 66؛« شرح المهذّب»
ج 1/ 52.
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 192