responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 163

بمرتبة فإذا كان ورعا تقيا صالحا تلبست العامة بالمباحات و إذا اشتغل بالمباح تلبست العامة بالشبهات فإن دخل في الشبهات تعلق العامي بالحرام فإن تناول الحرام كفر العامي‌[1] و كفى شاهدا على صدق هذه العيان و عدول الوجدان فضلا عن نقل الأعيان.

الخامس‌

[5-] أن يكون عفيف النفس‌

عالي الهمة منقبضا عن الملوك و أهل الدنيا لا يدخل إليهم طمعا ما وجد إلى الفرار منهم سبيلا صيانة للعلم عما صانه السلف فمن فعل ذلك فقد عرض نفسه و خان أمانته و كثيرا ما يثمر عدم الوصول إلى البغية و إن وصل إلى بعضها لم يكن حاله كحال المتعفف المنقبض و شاهده مع النقل الوجدان. قال بعض الفضلاء لبعض الأبدال ما بال كبراء زماننا و ملوكها لا يقبلون منا و لا يجدون للعلم مقدارا و قد كانوا في سالف الزمان بخلاف ذلك فقال إن علماء ذلك الزمان كان يأتيهم الملوك و الأكابر و أهل الدنيا فيبذلون لهم دنياهم و يلتمسون منهم علمهم فيبالغون في دفعهم و رد منتهم عنهم فصغرت الدنيا في أعين أهلها و عظم قدر العلم عندهم نظرا منهم إلى أن العلم لو لا جلالته و نفاسته ما آثره هؤلاء الفضلاء على الدنيا و لو لا حقارة الدنيا و انحطاطها لما تركوها رغبة عنها و لما أقبل علماء زماننا على الملوك و أبناء الدنيا و بذلوا لهم علمهم التماسا لدنياهم عظمت الدنيا في أعينهم و صغر العلم لديهم لعين ما تقدم‌[2]. و قد سمعت جملة من الأخبار في ذلك سابقا

كَقَوْلِ النَّبِيِّ ص‌


[1]-« تفسير الرازيّ» ج 2/ 185.

[2]-« أخلاق العلماء»/ 100، و فيه« ... سمعت وهب بن منبه يقول لعطاء الخراسانيّ: كان العلماء قبلنا استغنوا بعلمهم عن دنيا غيرهم، فكانوا لا يلتفتون إلى دنياهم فكان أهل الدنيا يبذلون لهم دنياهم رغبة في علمهم فأصبح أهل العلم منّا اليوم يبذلون لأهل الدنيا علمهم رغبة في دنياهم، فأصبح أهل الدنيا قد زهدوا في علمهم لما رأوا من سوء موضعه عندهم». و على هذا فلعلّ مراد المؤلّف من بعض العلماء عطاء الخراسانيّ و من بعض الأبدال وهب بن منبه. و جاء نظير هذا الكلام في« سنن الدارميّ» ج 1/ 155. و انظر أيضا« أخلاق العلماء»/ 100؛ و« جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 229، 231؛ و« البيان و التبيين»/ 453.

نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست