نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 126
7 فصل في دليل العقل على فضل العلم
و أما دليل العقل فنذكر
منه وجهين أحدهما أن المعقولات تنقسم إلى موجودة و معدومة و العقول السليمة تشهد
بأن الموجود أشرف من المعدوم بل لا شرف للمعدوم أصلا ثم الموجود ينقسم إلى جماد و
نام و النامي أشرف من الجماد ثم النامي ينقسم إلى حساس و غيره و الحساس أشرف من
غيره ثم الحساس ينقسم إلى عاقل و غير عاقل و لا شك أن العاقل أشرف من غيره ثم
العاقل ينقسم إلى عالم و جاهل و لا شبهة في أن العالم أشرف من الجاهل فتبين بذلك أن
العالم أشرف المعقولات و الموجودات و هذا أمر يلحق بالواضحات. و الثاني[1] أن الأمور
على أربعة أقسام قسم يرضاه العقل و لا ترضاه الشهوة و قسم عكسه و قسم يرضيانه و
قسم لا يرضيانه فالأول كالأمراض و المكاره في الدنيا و الثاني المعاصي أجمع و
الثالث العلم و الرابع الجهل. فمنزل العلم من الجهل بمنزلة الجنة من النار فكما أن
العقل و الشهوة لا يرضيان بالنار كذا لا يرضيان بالجهل و كما أنهما يرضيان بالجنة
كذا يرضيان بالعلم فمن رضي بالعلم فقد خاض في جنة حاضرة و من رضي بالجهل فقد رضي
بنار حاضرة. ثم من اختار العلم يقال له بعد الموت تعودت المقام في الجنة فادخلها