قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَتْهَا الْعَرَبُ كَلِمَةُ لَبِيدٍ حَيْثُ قَالَ
أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا سِوَى اللَّهِ بَاطِلٌ
وَ كُلُّ نَعِيمٍ لَا مَحَالَةَ زَائِلٌ
فَالْزَمْ مَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ أَهْلُ الصَّفَاءِ وَ التُّقَى مِنْ أُصُولِ الدِّينِ وَ حَقَائِقِ الْيَقِينِ وَ الرِّضَا وَ التَّسْلِيمِ وَ لَا تَدْخُلْ فِي اخْتِلَافِ الْخَلْقِ وَ مَقَالاتِهِمْ فَيَصْعُبَ عَلَيْكَ وَ قَدِ أَجْمَعَتِ الْأُمَّةُ الْمُخْتَارَةُ بِأَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ أَنَّهُ عَدْلٌ فِي حُكْمِهِ وَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ وَ لَا يُقَالُ فِي شَيْءٍ مِنْ صُنْعِهِ لِمَ وَ لَا كَانَ وَ لَا يَكُونُ شَيْءٌ إِلَّا بِمَشِيئَتِهِ وَ إِرَادَتِهِ وَ أَنَّهُ قَادِرٌ عَلَى مَا يَشَاءُ وَ صَادِقٌ فِي وَعْدِهِ وَ وَعِيدِهِ وَ أَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُهُ وَ أَنَّهُ كَانَ قَبْلَ الْكَوْنِ وَ الْمَكَانِ وَ الزَّمَانِ وَ أَنَّ إِحْدَاثَ الْكَوْنِ وَ إِفْنَاءَهُ عِنْدَهُ سَوَاءٌ مَا ازْدَادَ بِإِحْدَاثِهِ عِلْمُهُ وَ لَا يَنْقُصُ بِإِفْنَائِهِ مُلْكُهُ عَزَّ سُلْطَانُهُ وَ جَلَّ سُبْحَانُهُ فَمَنْ أَوْرَدَ عَلَيْكَ مَا يَنْقُضُ هَذَا الْأَصْلَ فَلَا تَقْبَلْهُ وَ جَرِّدْ بَاطِنَكَ لِذَلِكَ تَرَى بَرَكَاتِهِ عَنْ قَرِيبٍ وَ تَفُوزُ مَعَ الْفَائِزِينَ