الحمد للّه الولي الحميد، المبدئ المعيد، الفعال لما يريد، الذي شرع لعباده الصلاة وسيلة إلى الفوز بجزيل الثواب، و فضلها على جميع الأعمال البدنية [1]، فأمر بالمحافظة عليها في محكم الكتاب [2]، و الصلاة و السلام على أفضل السابقين و المصلين [3] من المرسلين و النبيين محمد و آله أمناء الدين و حفظة الشرع المبين.
و بعد، فان التماس من اجابته من فضل الطاعات، و اسعافه بقضاء حاجته من أقرب القربات، أن أكتب رسالة موجزة تشتمل على واجبات الصلوات المفروضات- و ما عساه [4] يسنح- من المندوبات، جدير بالمسارعة الى اسعاده بتحقيق مراده، و بإبراز سؤله و فعل مأموله. فاستخرت اللّه تعالى و كتبت ما تيسر على حسب ضيق
[3] السابقين: جمع و هو هاهنا: السابق بحسب الرتبة و ان كان متأخر بحسب الزمان.
و المصلين: جمع مصلى و هاهنا: المتأخر بحسب الرتبة و ان كان سابقا بالزمان و لا خفي ما بينهما من اللف و النشر المرتب. ع ل.
[4] ما: موصولة، و عسى بمعنى لعل، أي الذي لعله سنح، أى العرض. ع ل.