نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 141
لغيره «لا تفعل كذا» ناهيا له، و بين قوله «أنا كاره له». كما لا فرق بين قوله «افعل» آمرا له، و بين قوله «أنا مريد منك أن تفعل».
و إذا كان جلت عظمته كارها لجميع المعاصي و القبائح من حيث كان ناهيا عنها أن يكون [1] استحال أن يكون مريدا لها، لا [2] لاستحالة أن يكون مريدا لها [3] كارها للأمر الواحد على وجه واحد.
و يدل أيضا على ذلك: أنه لو كان مريدا للقبيح لوجب أن يكون على صفة نقص و ذم ان كان مريدا له بلا ارادة، و ان كان مريدا له بإرادة أن يكون فاعلا لقبيح، لأن إرادة القبيح قبيحة، و فاعلها فاعل القبيح و مستحق للذم. و خلاف في ذلك في الشائي كما لا خلاف في قبح الظلم من أحدنا.
و انما يدعي مخالفونا حسن ارادة القبيح إذا كانت من فعله تعالى، كما يدعون حسن حالة صفة الظلم من فعله تعالى. و ذلك باطل بما لا شبهة فيه.
و قد أكد السمع دليل العقل، فقال اللّٰه تعالى «وَ مَا اللّٰهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبٰادِ»[4]«وَ مَا اللّٰهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعٰالَمِينَ»[5] و قوله تعالى «كُلُّ ذٰلِكَ كٰانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً»[6] و قال تعالى «وَ مٰا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلّٰا لِيَعْبُدُونِ»[7] و إذا كان خلقهم للعبادة فلا يجوز أن يريد منهم الكفر.