الصَّحِيفَةِ قَالَ لَا يَمْنَعُنِي فِيهَا مَا أَلْقَى مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ وَ وُلْدِكَ أَمْراً فَظِيعاً مِنْ قَتْلِهِمْ لَنَا وَ عَدَاوَتِهِمْ لَنَا وَ سُوءِ مُلْكِهِمْ وَ شُؤْمِ قُدْرَتِهِمْ فَأَكْرَهُ أَنْ تَسْمَعَهُ فَتَغْتَمَّ وَ يَحْزُنُكَ وَ لَكِنِّي أُحَدِّثُكَ بِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص أَخَذَ عِنْدَ مَوْتِهِ بِيَدِي فَفَتَحَ لِي أَلْفَ بَابٍ مِنَ الْعِلْمِ تَنْفَتِحُ مِنْ كُلِّ بَابٍ أَلْفُ بَابٍ وَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ يَنْظُرَانِ إِلَيَّ وَ هُوَ يُشِيرُ لِي بِذَلِكَ فَلَمَّا خَرَجْتُ قَالا لِي مَا قَالَ لَكَ قَالَ فَحَدَّثْتُهُمْ بِمَا قَالَ فَحَرَّكَا أَيْدِيَهُمَا ثُمَّ حَكَيَا قَوْلِي ثُمَّ وَلَّيَا يُرَدِّدَانِ قَوْلِي وَ يَخْطُرَانِ بِأَيْدِيهِمَا ثُمَّ قَالَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِنَّ مُلْكَ بَنِي أُمَيَّةَ إِذَا زَالَ فَأَوَّلُ مَا يَمْلِكُ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وُلْدُكَ فَيَفْعَلُونَ الْأَفَاعِيلَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَأَنْ يَكُونَ نَسَخَنِي ذَلِكَ الْكِتَابَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ.
14، 3، 1 وَ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ أَنَّهُ قَالَ: أَقْبَلْنَا مِنْ صِفِّينَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَنَزَلَ الْعَسْكَرُ قَرِيباً مِنْ دَيْرِ نَصْرَانِيٍّ قَالَ فَخَرَجَ إِلَيْنَا مِنَ الدَّيْرِ شَيْخٌ جَمِيلُ الْوَجْهِ حَسَنُ الْهَيْئَةِ وَ السَّمْتِ وَ مَعَهُ كِتَابٌ فِي يَدَيْهِ قَالَ فَجَعَلَ يَتَصَفَّحُ النَّاسَ حَتَّى أَتَى عَلِيّاً ع فَسَلَّمَ عَلَيْهِ بِالْخِلَافَةِ ثُمَّ قَالَ إِنِّي رَجُلٌ مِنْ نَسْلِ رَجُلٍ مِنْ حَوَارِيِّ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ع وَ كَانَ مِنْ أَفْضَلِ حَوَارِيِّهِ الِاثْنَيْ عَشَرَ وَ أَحَبِّهِمْ إِلَيْهِ وَ أَبَرِّهِمْ عِنْدَهُ وَ إِلَيْهِ أَوْصَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَ أَعْطَاهُ كُتُبَهُ وَ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَلَمْ يَزَلْ أَهْلُ بَيْتِهِ عَلَى دِينِهِ مُتَمَسِّكِينَ بِحَبْلِهِ فَلَمْ يَكْفُرُوا وَ لَمْ يَرْتَدُّوا وَ لَمْ يُغَيِّرُوا تِلْكَ الْكُتُبَ فَمِلَّتُهُ لَمْ تُبَدِّلْ وَ لَمْ تَزِدْ وَ لَمْ تَنْقُصْ وَ تِلْكَ الْكُتُبُ عِنْدِي إِمْلَاءُ عِيسَى وَ خَطُّ نَبِيِّنَا بِيَدِهِ فِيهِ كُلُّ شَيْءٍ يَفْعَلُ النَّاسُ كَمْ مَلَكَ وَ كَمْ يَمْلِكُ مِنْهُمْ وَ كَمْ يَكُونُ فِي كُلِّ زَمَانٍ كُلُّ مَلِكٍ مِنْهُمْ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَبْعَثُ رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ مِنْ أَرْضِ تِهَامَةَ مِنْ قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا مَكَّةُ يُقَالُ لَهُ أَحْمَدُ وَ لَهُ اثْنَا عَشَرَ اسْماً فَذَكَرَ مَبْعَثَهُ وَ مَوْلِدَهُ وَ هِجْرَتَهُ وَ مَنْ يُقَاتِلُهُ وَ مَنْ يَنْصُرُهُ وَ مَنْ يُعَادِيهِ وَ كَمْ يَعِيشُ وَ مَا تَلْقَى أُمَّتُهُ مِنَ الْفُرْقَةِ وَ الِاخْتِلَافِ وَ فِيهِ تَسْمِيَةُ كُلِّ إِمَامٍ هُدًى وَ تَسْمِيَةُ كُلِّ إِمَامٍ ضَلَالٍ إِلَى أَنْ يَنْزِلَ الْمَسِيحُ ع مِنَ السَّمَاءِ وَ فِي ذَلِكَ الْكِتَابِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ