[فصل حوار مع أمير المؤمنين ع حول عدول القوم عنه في الخلافة]
(فصل)
وَ أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ أَدَامَ اللَّهُ عِزَّهُ أَيْضاً مُرْسَلًا قَالَ: وَقَفَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْعَجَبُ فِيكُمْ يَا بَنِي هَاشِمٍ كَيْفَ عُدِلَ بِهَذَا الْأَمْرِ عَنْكُمْ وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ نَسَباً وَ أَشَدُّ نَوْطاً بِالرَّسُولِ ص وَ فَهْماً لِلْكِتَابِ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يَا ابْنَ دُودَانَ إِنَّكَ لَقَلِقُ الْوَضِينِ ضَيِّقُ الْمَجَمِّ تُرْسِلُ عَنْ غَيْرِ ذِي سَدَدٍ وَ لَكَ ذِمَامَةُ الصِّهْرِ- لِأَنَّهُ مِنْ أَصْهَارِهِ ع- وَ حَقُّ الْمَسْأَلَةِ وَ قَدِ اسْتَعْلَمْتَ فَاعْلَمْ كَانَتْ أَثَرَةً سَخَتْ بِهَا نُفُوسُ قَوْمٍ وَ شَحَّتْ عَلَيْهَا نُفُوسُ قَوْمٍ آخَرِينَ
فَدَعْ عَنْكَ نَهْباً صِيحَ فِي حُجُرَاتِهِ
وَ هَلُمَّ الْخَطْبَ فِي أَمْرِ أَبِي سُفْيَانَ فَلَقَدْ أَضْحَكَنِي الدَّهْرُ بَعْدَ إِبْكَائِهِ وَ لَا غَرْوَ يَئِسَ الْقَوْمُ وَ اللَّهِ مِنْ خَفْضِي وَ هَيْنَتِي وَ حَاوَلُوا الْإِدْهَانَ فِي ذَاتِ اللَّهِ وَ هَيْهَاتَ ذَلِكَ مِنِّي فَإِنْ تَنْجَرَّ عَنَّا مِحَنُ الْبَلْوَى أَحْمِلْهُمْ مِنَ الْحَقِّ عَلَى مَحْضِهِ وَ إِنْ تَكُنِ الْأُخْرَى فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ وَ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ[1].
قال الشيخ أدام الله عزه و هذا القول من أمير المؤمنين ع أدل دليل على أنه لم تستقر به الدار و لم يتمكن من إنفاذ حكم من الأحكام و أنه إنما عدل عن قبض فدك و ترك حقه لضروب من الاستصلاح و قد أبان عن ذلك أيضا بكلامه المشهور عند الخاصة و العامة
حَيْثُ يَقُولُ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ ثُنِيَتْ لِيَ الْوِسَادَةُ لَحَكَمْتُ بَيْنَ أَهْلِ التَّوْرَاةِ بِتَوْرَاتِهِمْ وَ بَيْنَ أَهْلِ الْإِنْجِيلِ بِإِنْجِيلِهِمْ وَ بَيْنَ أَهْلِ الزَّبُورِ بِزَبُورِهِمْ وَ بَيْنَ أَهْلِ الْفُرْقَانِ بِفُرْقَانِهِمْ حَتَّى يَزْهَرَ كُلُّ كِتَابٍ مِنْ هَذِهِ الْكُتُبِ وَ يَقُولَ يَا رَبِّ إِنَّ عَلِيّاً قَضَى بِقَضَائِكَ.
[1]- فاطر/ 8.