فقال إنما روى هذا
الحديث سُوَيْدُ بنُ غَفَلَةَ و قد أجمع أهل الآثار على أنه كان كثير الغلط و بعد
فإن نفس الحديث متناقض لأن الأمة مجمعة على أن عليا ع كان عدلا في قضيته و ليس من
العدل أن يجلد حد المفتري من لم يفتر هذا جور على لسان الأمة كلها و علي بن أبي
طالب ع عندنا بريء من ذلك.
قال الشيخ أدام الله عزه
و أقول إن هذا الحديث إن صح عن أمير المؤمنين ع و لن يصح بأدلة أذكرها بعد فإن
الوجه فيه أن المفاضل بينه و بين الرجلين إنما وجب عليه حد المفتري من حيث أوجب
لهما بالمفاضلة ما لا يستحقانه من الفضل لأن المفاضلة لا تكون إلا بين متقاربين في
الفضل و بعد أن يكون في المفضول فضل و إن كانت الدلائل على أن من لا طاعة معه لا
فضل له في الدين و أن المرتد عن الإسلام ليس فيه شيء من الفضل الديني و كان
الرجلان بجحدهما النص قد خرجا عن الإيمان بطل أن يكون لهما فضل في الإسلام فكيف
يحصل لهما من الفضل ما يقارب فضل أمير المؤمنين ع. و متى فضل إنسان أمير المؤمنين
ع عليهما فقد أوجب لهما فضلا عظيما في الدين فإنما استحق حد المفتري الذي هو كاذب
دون المفتري الذي هو راجم بالقبيح لأنه افترى بالتفضيل لأمير المؤمنين ع عليهما من
حيث كذب
نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 167