responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي - ط مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 210


تجاوزوا بالممدوح من كان قبله ألا ترى إلي قول أبي العكوك في أبي دلف رجل أبر علي شجاعة عامر * بأسا وغير في محيا حاتم فأطرق الطائي ثم رفع رأسه وأنشد لا تنكروا ضربي له من دونه * مثلا شرودا في الندى والباس [1] فالله قد ضرب الأقل لنوره * مثلا من المشكاة والنبراس



[1] قوله لا تنكروا إلى آخر البيتين أي لا تنكروا قولي أقدامه كاقدام عمرو وذكاؤه كذكاء إياس وهو أذكى منه لأن الله تعالى قد شبه نوره بما هو أقل منه إذا كان المشبه به من أبلغ ما يعرفه الناس ضوء فقال مثل نوره كمشكاة وهي الكوة ليست بنافذة وأصحاب التفسير يزعمون أن أصلها حبشي وأما لفظها فيدل على أنها عربية من شكوت والنبراس المصباح ويقال انه ليس بعربي . . وكان أبو تمام أنشد أحمد بن المعتصم هذه القصيدة وليس فيها البيتان أعني قوله لا تنكروا والبيت الذي بعده فقال يعقوب ابن إسحاق الكندي وكان يخدم أحمد الأمير أكبر من كل شئ ممن شبهته به فعمل هذه البيتين وزادهما في القصيدة من وقته فعجب أحمد وجميع من حضر من فطنته وذكائه وأضعف جائزته . . وروى أنه لما مدح الخليفة بهذه القصيدة قال له الوزير أتشبه أمير المؤمنين بأجلاف العرب فأطرق ساعة ثم رفع رأسه وأنشد البيتين فقال الوزير للخليفة أي شئ طلبه فاعطه فإنه لا يعيش أكثر من أربعين يوما لأنه قد ظهر في عينيه الدم من شدة الفكرة وصاحب هذا لا يعيش الا هذا القدر فقال له الخليفة ما تشتهي قال أريد الموصل فأعطاه إياها فتوجه إليها وبقى هذه المدة ومات وهذه القصة لا صحة لها أصلا وروى من غير هذا الوجه ان أبا تمام لما مدح محمد بن عبد الملك الزيات الوزير بقصيدته التي منها ديمة سمحة القياد سكوب * مستغيث بها الثرى المكروب لو سعت بقعة لا عظام أخرى * لسعى نحوها المكان الجديب قال له ابن الزيات يا أبا تمام انك لتحلي شعرك من جواهر لفظك وبديع معانيك ما يزيد حسنا على بهي الجواهر في أجياد الكواعب وما يدخر لك شئ من جزيل المكافأة إلا ويقصر عن شعرك في الموازاة وكان بحضرته فيلسوف فقال له ان هذا الفتى يموت شابا فقيل له ومن أين حكمت عليه بذلك فقال رأيت فيه من الحدة والذكاء والفطنة مع لطافة الحس وجودة الخاطر ما علمت به ان النفس الروحانية تأكل جسمه كما يأكل السيف المهند غمده وكذا كان لأنه مات وقد نيف على ثلاثين سنة

نام کتاب : الأمالي - ط مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست