responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 88

و ذلك يبطل قول الفريقين على كل حال.

و يبطل قول البكرية أيضا ما نعلمه ضرورة إنا كنا نتألم في حال الطفولة بالأمراض و الجراحات و الدماميل التي لا يقدر عليها غير اللّه تعالى، فمن دفع ذلك كان مكابرا.

و أيضا فإنا نعلم أن البهيمة تجوع و تعطش فتتألم بذلك، و ذلك من فعل اللّه تعالى. على أن ما نعلمه ضرورة من هرب البهيمة من الالام و الضرب، يبطل قول من قال انهم لا يألمون. و مما يبطل مذهب التناسخية أن من شرط ما نفعل من الالام المستحقة أن يقارنها استخفاف و اهانة، و معلوم قبح ذلك بالبهائم و الأطفال، و من استحسن ذلك كان جاهلا مكابرا للعقول.

و أيضا فالأنبياء تألم بالآلام، و لا يجوز أن يكونوا مستحقين للعقاب لا قبل النبوة و لا بعدها، لقيام الدليل على عصمتهم.

و أيضا فلو كان ذلك مستحقا لوجب أن يذكر تلك الأحوال مع التذكر الشديد و انهم عصوا فيها، لان العاقل لا يجوز أن ينسى مثل ذلك مع قوة التذكر، و ان نسي بعضه فلا يجوز أن ينسى جميعه، و لو جاز أن ينسى بعض العقلاء ذلك لم يجز أن ينساه جميعهم، و لو جاز أن ينسى كذلك لجاز أن ينسى أحدنا انه ولي ولاية في بلد بعينه سنين كثيرة و كثر فيه أعوانه و أتباعه و رزق فيه أولادا لكنه نسي، و ذلك تجاهل و طول المدة كقصرها، و لهذا نقول: ان أهل الجنة لا بد أن يذكروا أحوال الدنيا أو أكثرها، و ما يتخلل بين ذلك من زوال العقل ليس بأكثر مما يتخلل بين ذلك بالنوم المزيل للعقل و أنواع الأمراض المزيلة للعقل، و الزمان الطويل في هذا الباب كالزمان القصير.

و ليس لهم أن يقولوا كان زمان التكليف يسيرا. ألا ترى أن من دخل ساعة

نام کتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست