responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 204

يمنع من جواز ذلك عليهم، لان العلم باستحالة خبر واحد عن شيء واحد من الخلق الكثير على وجه واحد من غير تواطئ مستحيل في العادة. ألا ترى أنه يستحيل من جماعة من الشعراء ان يتواردوا في قصيدة واحدة في معنى واحد و غرض واحد و قافية واحدة و روي واحد، و يجري ذلك مجرى استحالة اجتماعهم على طعام واحد و زي واحد. و إذا كان ذلك مستحيلا في العادة وجب المنع منه.

و ليس الكذب في هذا الباب يجري مجرى الصدق، لان الصدق يجوز ان يتفق من الخلق الكثير من غير تواطئ، لان العلم بكونه صدقا داع الى نقله، و ليس كذلك الكذب، لان العلم بكونه كذبا صارف عن نقله، فيحتاج الى داع غير ذلك يحمل على نقله. و لا يجوز أن يكونوا تواطئوا عليه، لان ذلك مستحيل منهم، لتباعد ديارهم و انتشارهم في الأرض، و لو تواطئوا بالاجتماع لما خفي و لعلم في أوجز مدة.

و كذلك يستحيل منهم المراسلة و المكاتبة لان أكثرهم لا يتعارفون و صحة المراسلة فرع على التعارف، و إذا كانوا لا يتعارفون فكيف يصح منهم المكاتبة و لو صح أيضا لكان يجب أن يظهر في أوجز مدة، بذلك قضت العادات و حكم الاعتبار و لو ظهر لعلم.

و أما ما يجري مجرى التواطؤ فهو اما رغبة في الدنيا أو رهبة، و كلاهما منفيان عمن ادعى له النصر، لأنه لو لم يكن له دينا فيطمع فيها فيكذب له بالنص و لم يبسط يده فيخاف منه فيدعو ذلك الى وضع النص، بل الدواعي كلها الى كتمانه و جحده و الصوارف عن نقله و إظهاره، فكيف يكون هناك ما يجري مجرى التواطؤ.

و لو كان ذلك ممكنا لما دعاهم الى وضع فضيلة بعينها، بل كان يدعو

نام کتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست