responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 100

علم استحقاق العقاب على المعاصي زائدا على استحقاق الذم كان ذلك صارفا له عن فعل القبيح، و كذلك من علم استحقاق الثواب على الطاعة زائدا على المدح كان ذلك داعيا الى فعله، و إذا كان العلم باستحقاق الثواب و العقاب لا يتم الا بعد العلم باللّه تعالى على صفاته من كونه قادرا عالما وجبت معرفته بهذه الصفة.

فيعلم كونه قادرا ليعلم أنه قادر على عقابه و ثوابه، و يعلم أنه عالم ليعلم بمبلغ المستحق، و يعلمه حكيما ليعلم أنه لا يخل بواجب من الثواب و لا يفعل القبيح من عقاب غير مستحق.

فاللطف في الحقيقة هو العلم باستحقاق الثواب و العقاب، الا أنه لا يتم ذلك الا بعد معرفته تعالى على صفاته وجبت معرفته على صفاته، و لما كانت معرفته لا يوصل إليها إلا بالنظر وجب النظر.

و المعرفة الضرورية لا تقوم في ذلك مقام الكسيبة، لأنها لو قامت مقامها لفعلها في الكافر، و نحن نعلم أن كثيرا من الكفار يموت على كفره، فعلم أن الضرورية ليست لطفا.

و من ادعى أن الكفار عارفون كابر، لان المعلوم ضرورة موت كثير من الخلق كأبي جهل و أبي لهب على كفرهم. و أيضا كان يجب أن يفعل فينا و نحن نعلم من أنفسنا انا لسنا مضطرين إلى معرفة اللّه، فبطل أن تكون الضرورية لطفا.

و قيل انها لو كانت لطفا لكانت الكسبية آكد، لان من تكلف مشقة ليبلغ بها غرضا لا يكون تمسكه بذلك الشيء إذا وصل اليه كتمسكه إذا حصل له الشيء من غير مشقة، و شبه ذلك بمن تكلف بناء دار و أنفق عليها ماله و أفنى زمانه لا يكون في تمسكه بها كمن وهبت له تلك الدار، و كذلك من سافر في طلب العلم و تحمل المشاق لا يكون حكمه في التعليم حكم من يقصده العلماء و يقعدون قدامه، و العلم بذلك ضروري. و إذا كانت المكتسبة آكد وجبت دون الضرورية.

نام کتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست