اصواتهما عند النبي (ص) فنزلت (يا ايها الذين آمنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبى ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم بعضا ان تحبط اعمالكم وانتم لاتشعرون)[1] ـ [2].
يتبادر للمتامل في مضمون هذا الحديث، وتاريخ قدوم وفد بني تميم الى المدينة سؤال وهو: كيف يتصور ان يتقلد امامة المسلمين، ويتسنم عرش الخلافة، بعدالنبي (ص) من صاحب النبي (ص) عشرين سنة ولم يراع آداب مجالسته، فيرفعان صوتهماعنده، ويتشاجران ويتجادلان عند الرسول (ص) حتى انزل اللّه في تقريعهما وذم فعلهماآية في كتابه؟
2 ـ واخرج البخاري كذلك باسناده عن سعد بن ابي وقاص قال: استاذن عمر على رسول اللّه (ص)، وعنده نسا من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية اصواتهن، فلما استاذن عمر قمن يبتدرن الحجاب، فاذن له رسول اللّه (ص) ورسول اللّه (ص) يضحك فقال عمر: اضحك اللّه سنك يا رسول اللّه قال:
عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب، قال عمر: فانت يا رسول اللّه كنت احق ان يهبن، ثم قال: اي عدوات انفسهن، اتهبني ولا تهبن رسول اللّه (ص)؟ قلن: نعم، انت افظ واغلظ من رسول اللّه (ص)[5].
[5] صحيح البخاري 4: 153 كتاب بد الخلق باب صفة ابليس وجنوده، وج5: 13 كتاب فضائل اصحاب النبي باب مناقب عمر بن الخطاب، وج8: 28 كتاب الادب باب التبسم والضحك.