نام کتاب : الفوائد الرجالية (رجال السيد بحر العلوم) نویسنده : السيد بحر العلوم جلد : 1 صفحه : 38
أن يربط خطواته بسلسلة تفكيره العميق. و كانت هيبته و جلالة قدره تسيطران على المجتمع بحيث تردهم هالة عظمته عن أن يقتحموه في مسائلهم و حوائجهم الدينية و الاجتماعية، فالتفت-قدس اللّه سره-الى هذه الظاهرة و ان ذلك يؤدي الى ما لا تهدف اليه ذاته السخية، و نفسيته المعطاء. فكان يشير الى أحد خواصه-تلقائيا-أن يفتح للناس باب الكلام و المسألة فكان الناس يسألونه بواسطة أحد الملازمين لخدمته و منهم صهره على ابنة أخته العلامة المحقق السيد مرتضى الطباطبائي، و منهم تلميذه المقدس الحجة المولى زين العابدين السلماسي، فانهما كانا من الملازمين لخدمته في السفر و الحضر، و يقضون معه اغلب أوقاتهم.
و من عظمته و جلالة قدره-كما يقول التأريخ-: أن الشيخ الاكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء قدس سره-مع ما هو عليه من الجلالة و الزهد- كان يمسح تراب خفه بحنك عمامته، تبركا به.
و ليس ذلك بغريب على تلميذ مثل كاشف الغطاء بالنسبة الى استاذ مثل «بحر العلوم» فان العلماء أدرى و أعرف بمغزى المثل المشهور «من علمنى حرفا ملكنى عبدا» .
زهده و تقواه:
قيل في المثل القديم: «ليس الزهد أن لا تملك شيئا، و إنما هو أن لا يملكك شيء » و على هذا الغرار نهج سيدنا المترجم له، فكان لا يهتم بالقشور الاعتبارية و ملاذ الدنيا-و ان اعدقت عليه خيراتها-و ليس متقشفا في ملبسه و مطعمه بل هو بالعكس: كان مترف اللباس حسن المأكل و المشرب و المسكن و من ذوي الشرف و الحشمة، و لكنه الى جانب ذلك كله كان متفانيا في ذات اللّه بابعد معنى التفاني و الوصول الى حظيرة الواقع و كان
نام کتاب : الفوائد الرجالية (رجال السيد بحر العلوم) نویسنده : السيد بحر العلوم جلد : 1 صفحه : 38